الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

لـغةُ الـعالَم...

أيّامٌ قلائل مضت على إقامتي في هذه البلدةِ الشّاحبة الكئيبة كوجه طفلٍ يفتك المرضُ في أوصالِه! ولائمُ ودعوات وزيارات، صخبٌ ومدنيّةٌ قتّالةٌ تفترسُ وحدتي وتنهش عزلتي الأبديّة كما ينهشُ الضّاري بفريسةٍ غضّة أهرقَ دماءَها قبل قليلٍ وفكّ أسرَ الحياة والأنفاس. وأنا هذا الضّعيف لا حولَ لي ولا قوّة، ملزمٌ بأن أكونَ جزءًا لا يتجزّأ من هذا البحر المتلاطمِ الأمواج عميق الغور ساحق اللجج... بأن أكونَ فردًا من جماعةِ الأسرى عبيد الشّرائع والتقاليد والعادات. مضتْ هذه الأيّام عليّ مضيَّ السّجين المحكومِ بالموتِ المؤبّد وفي يده الرّفشُ يحفرُ في الأرضِ تحتَ وقعِ القيظِ واللهيب، ومن فوقه تصطلي نيرانُ شمسٍ تجفّف الحياة وتستنفذُ ما اختزنَ من قوّةٍ وتفكيرٍ وحبٍّ وهدوء! تستنفذ طعامَ تلك العزلة التي صرعتها أقدامُ الضوضاء في مجتمعات ما عادت تعرفُ الصّمتَ ولو لرفّة عين.

الأحد 2 أيّار.