الجمعة، أبريل 29، 2011

بينَ الوطنِ والأمّ...

يتلفّظُ الصّغارُ في الشّرق أوّلَ لفظةٍ فينطقونَ باسمِ الأمِّ "أَمّا"، ويفتتحون مشوارَ لغتهم باسمها، وهم لا يدركون أنّهم يلفظون بلفظة "الأمّ" اسمَ الوطن "أمّة"! لا بل إنَّ لفظتهم الأولى هذه تسمُ لغتهم طوال حياتهم فيُقال عنها "اللغة الأمّ"...

في الثقافتين اليونانيّة واللاتينيّة الوطنُ ذكرٌ، واسمه منحوتٌ من الرّجل - الأب، فيدعونه وطنًا Patria، من Pater (أب). وذكوريّة الأوطان في تلك الثّقافات سادت مفاصل عوالمهم، وولدت الأنظمة البطريركيّة، وأصبح هذا النّظام يُطلق على كل تفصيلٍ ومفصل ولفظه مركّبٌ من لفظين يونانيّين: Pater وArkhi أي أبُ البدء! حتّى أنَّ الجمال في اليونان القديمة، والجنس عند الرّومان (بومباي)؛ تمثّلا في الرّجل (الذّكر)!

بيدَ أنّنا نحن الشرقيّين ألطف منهم بكثير، فوطننا لغةً هو "الأمّة"، وهي أمّ حنون اشتقّت من اسم الأمّ. وهو كذلك في اللغات الساميّة القديمة كالآراميّة فالوطنُ فيها "أومثا" (أمّة)، وفي لهجاتها "ماثا". وهذه الأمّة - الوطن هي التي تلدُ الأفرادَ من رحم واحدٍ يصلهم بها. وإذا كانت الأمّ تشرك أبناءَها بصلة الرحم الجسديّة، فالأمّة - الوطن تشركهم بصلة الرّحم الروحيّة والمعنويّة، بصلة العيش المشترك والغاية المشتركة وبكلّ ما يجمعهم بها من أرضٍ ولغةٍ وتاريخ...

الوطنُ في حقيقته ليسَ من وطنَ واستوطنَ فهو ليسَ مسكنًا تقيم فيه وترحل إلى غيره متى شئت، ولا يجمعك به غير الإقامة! بل هو أمّتك - أمّك، والأمّ لا تُفارَق ولا تنقطع الصّلة بها ما دامت الحياة. تحملك أمّك تسعة أشهر في رحمِ حشاها وتربطك إليها بحبلٍ يغذّيك ويدفع فيك الأنفاسَ وينمّيك ما دمتَ إليها مشدودًا به، وإن فارقتها خارجًا من رحمها تتبعك في أولى سنيك وتحرص عليك حتى اللحظة الأخيرة. وهكذا أمّتك - وطنك تحملك في أرضها ومنها تغذّيك وتدفع في رئتيك أنفاسها وعبيرها، وتشدّك إليها بكلّ جزءٍ فيك من شكلٍ ولونٍ ولغةٍ وتفكير... أنت مربوطٌ إليها في ذاتك وتكوينك وتفصيلك... وإن كنتَ تفارق رحمَ أمّك بعد تسعة أشهر لتخرج إلى النّور، فإنّك لا تستطيع أن تفارقَ رحمَ أمّتك - وطنك حتّى في موتك فإن كنتَ خرجتَ إلى أرضها ففي موتك تُدفن في الأرض ذاتها. وعدم قدرتك على مفارقتها ليس غصبًا أو قسرًا أو غير ذلك، هو لأنّك صرتَ جزءًا منها، لا بل أصبحت في ذاتك صورةً صغيرةً عنها، وأينما حللتَ وارتحلتَ فهي فيك. ولهذا فإنّ ابتعادَك عن أمّك - أمّتك يؤجّج عواطفك ويشعل حنينك ويشعرك وكأنَّ المشيمة التي تجمعك بها تراخت أو انقطعت ولا بُدَّ لك من لحمةٍ وتواصل يشبعان فيك هذا الانتماء.

كلُّ فردٍ مولودٍ من رحمِ هذه الأمّة - الوطن هو ابنٌ لها، وجميع مواليدها أخوة له وأخوات، فإن حاولَ هذا الفرد أن يفصلَ بين "الوطن" و"الأمّة" بحجّة أرحام مختلفة كالدّين أو المذهب أو الفكر أو العقيدة، أصبح قايينَ آخرَ (قابيلَ) لا همَّ له سوى قتل أخيه والطّواف في الأرض ضياعًا وتشرّدًا وهربًا من وجه أمّه - أمّته الوطن!

الثلاثاء، أبريل 26، 2011

أنا سوريٌّ وكفى!

اليومَ بتُّ أخشى الكتابةَ أوّلَ مرّةٍ...

إن أظهرتُ فساد النّظام واهتراء ثوبه ونهبه البلاد وقمعه العباد بلا انقطاع، اعتبروني خائنًا عميلا،
وإن بيّنتُ انحراف المعارضين وخطأ المتظاهرين واستغلال الخارجين، عدّوني مواليًا مخبرًا يقتات من فضلات الجلاد!

إن دعوت إلى السّلم والمحبّة قالوا فيَّ جبانًا رعديدا،
وإن دعوت إلى المصالحة والمسامحة قالوا فيَّ منافقًا خدّاعا!

إن ناديت بفصل الدّين عن الدّولة اعتبروني كافرًا زنديقًا،
وإن رفعت شعار احترام الأديان في معابدها صرت منظّرًا ملتحيًا!

إن صمتُّ أصبحتُ فاترًا لا أصلح إلا أن أكونَ قيئًا...

وإن حايدتُ صرتُ أعرجَ لا يدري على أيّ جنبٍ يستوي!

وإن قلتُ هذا حقٌّ وذاك باطل، قالوا: الآنَ تنطق؟!

وا عجبي ودهشتي، أليست هذه جميعها أشكالاً من العنف مختلفة اللون متباينة الشّكل والقناع؟!

...

السبت، أبريل 09، 2011

ماذا وراء الإسلاموفوبيا؟!

تحت هذا العنوان، كتبَ السيّد خالد القشطيني مقالاً في جريدة "الشّرق الأوسط" في الثّالث من نيسان الجاري 2011، يتحدّث فيه عن مفهوم "الإسلاموفوبيا" التي اجتاحت العالم الغربيّ ويعزوها إلى أسبابٍ سلوكيّة لا عقائديّة كما هو شائع عندَ النّاس! يقول:

"أثارت البارونيس سعيدة حسين وارثي، العضو في مجلس اللوردات ورئيس حزب المحافظين، ضجة في الأيام الأخيرة بقولها إن الجمهور البريطاني أصبح معتادا في كلامه على الإساءة إلى المسلمين. وجرت الضجة إلى التدقيق في موقف الأوروبيين عموما تجاه الإسلام والمسلمين. تبين أن معظم الأوروبيين أخذوا يتخوفون وينزعجون من المسلمين.

الموضوع في رأيي لا يتعلق بالإرهاب بقدر ما يتعلق بالسلوك. فنحن جئنا من عالم معتاد على الفوضى وتجاهل النظام والقانون وحقوق الآخرين. نتصرف من هذا المنطلق في محيط مختلف قائم على احترام النظام والقانون والآداب العامة وحقوق الآخرين. وبتصرفنا هكذا نزعج مضيفينا ونثيرهم ضدنا. أبسط مثال على ذلك، قيام بعضنا بقتل بناتهم أو ضربهن ضربا شديدا أو اضطهادهن لوقوعهن في حب أحد، ولو من ملتها.

أنا شخصيا احتجت لسنوات طويلة لأتأقلم على سلوك الغربيين. وما زلت أقع في كثير من الإساءات التي أرتكبها عفويا أو جهلا مني. ولكنني أصبحت أشارك هؤلاء القوم في انزعاجهم من سلوكياتنا. شعرت بهذا القرف في الأسبوع الماضي عند مراجعتي للعيادة الطبية المسجل لديها. كل أطبائها ومرضاها إنجليز. أنا العربي المسلم الوحيد بينهم. ولكن انضم إلي مؤخرا نفر من الآسيويين.

لهذه العيادة موقف مخصص لسيارات الأطباء والإسعاف. كلنا نعرف أنه موقف خاص فلا ندخله. والأطباء والإسعاف يحتاجونه لعملهم وخاصة للتحرك السريع عند الطوارئ. أنا أذهب بالبايسكل أو بالباص للعيادة. ودفعت غرامة كبيرة عندما جئت بسيارتي وتركتها في الشارع.

كنت جالسا في العيادة عندما رأيت نفرا من الآسيويين المسلمين يقتحمون الموقف الخاص، لا بسيارة واحدة وإنما بسيارتين؛ واحدة للمريض والأخرى للأصدقاء المشجعين! تركوا السيارتين في الموقف حتى انتهاء الفحص والمراجعة. سيلومني أحد إذا شعرت بالتقزز والتفتيش عن عيادة أخرى لا يوجد بين مراجعيها مسلمون آسيويون؟

هذه هي المشكلة السلوكية التي تجعل الغربيين يكرهوننا. والمطب هنا أن الإنجليز أيضا يتحملون مسؤوليتها. فأدبهم يمنعهم من تنبيه المقصر وتعليمه. »اسمع يا ولد، هذا مكان يحتاجه الأطباء والإسعاف لسياراتهم. و(يا غريب كن أديب)!». المغترب الآسيوي يأتي لأوروبا من دون أي أحد يوجهه ويعلمه. ويستقر ويتجنس من دون أي توجيه. ويستمر على سابق ما تعلمه من سلوك في وطنه الأصلي، ويجلب لنفسه ولقومه وملته الملامة ثم الكره ثم الاضطهاد. المفروض أنه بمرور الزمن يلاحظ كيف يسلك الآخرون ويتعلم منهم، عملا بالمثل اللاتيني: »في روما افعل ما يفعله الرومان!»، ولكن ذلك قلما يحصل. هذه هي الرسالة التي ينبغي أن يتلقاها المغترب المسلم من الوعاظ في المسجد، والمعلم في المدرسة، والموظف في سفارته.

الأدهى من كل ذلك، أن كثيرا من الدبلوماسيين العرب يقضون سنوات في الغربة ولا يتعلمون شيئا من سلوك الغرب، ويتصرفون كما لو كانوا في أحيائهم الشعبية في علاوي الحلة أو العجوزة، بل وأكثر من ذلك، يستغلون حصانتهم الدبلوماسية في تجاهلهم لكل الأنظمة والمتطلبات القانونية للبلد الذي يعملون فيه".

مصدر المقال.

نفتتحُ الإجابة على المسألة ونقول: لو كانَ الموضوع معلَّقًا بالسّلوك يا سيّدي، وبما سمّيتَه اعتياد الفوضى في محيطٍ لا يعرف النّظامَ والقانون ولا احترامَ الآخر وحقوقه؛ فما قولُك في الشرقيّين المسيحيّين القادمين من المحيط نفسِه والمعتادين هم أيضًا فوضى الشّرق؟! لماذا لا ينظرُ الغربُ والغربيّون إليهم ويعاملونهم كما ينظرون إلى المسلمين ويعاملونهم، ولا فرقَ بين هؤلاء وأولئك سوى اختلاف الدّين؟! لماذا يشعرُ الغربيُّ بالأمان مع شرقيٍّ مسيحيّ (أو حتّى لا دينيّ أو ملحد) ولا يشعر بذلك مع مسلمٍ أيًّا كان؟! إنَّ الإجابة على هذه الأسئلة تنسفُ نظريّتك القائمة على أنّ سلوك الأوروبيّين تجاه المسلمين اليوم هو نتيجةٌ لسلوك المسلمين (بسبب تنشئتهم)! فالواقع يثبت العكس.

راحَ الكاتبُ في مسألةٍ أخرى يشطح بعيدًا عن الواقع، ويلقي اللومَ بطريقةٍ غير مباشرة على الدّول الغربيّة التي تستقبلُ المهاجرين إليها "دون أيّ توجيهٍ أو تعليم"!! يا للعجب العجاب، هل سمعتم هذا الكلام؟! هل يُمكن أن ينطقَ بهذا رجلٌ يعيش في دولةٍ أوروبيّة منذ سنوات؟! أين تعيش يا عزيزي خالد، أفي بريطانيا أم في بلاد الواق واق؟! منذ أن تطأ قدما مهاجرٍ هذه البلاد فإنّهم يدفعونه دفعًا إلى مدارس "الغرباء" لتعلّم لغتهم وثقافتهم وحضارتهم وقوانينهم! والغريبُ المهاجر قد يشترك بدرسٍ أو اثنين ثُمَّ يتهرّب من التعليم فالعملُ "بالأسود" (بدون دفع الضّرائب) أهمُّ بكثير من صرفِ الوقت في مثل تفاهات الغربيّين هذه. لا بل ينتهزُ هذا الغريبُ الفرصَ للتحايل على القانون واللعب بالأنظمة، وهو يُدرك تمامًا ماذا يفعل! ولو لم يدرك هذا فكيفَ يلجأ إلى ابتكار كل تلك الحيل ومن أشهرها عدم ارتباط زوجين بعقدِ زواج للحصول على راتبين منفصلين، إخراج الأولاد من المنزل بعد بلوغهم الثّامنة عشر (على الورق فقط) للحصول على راتبٍ إضافيٍّ، العمل دون تسجيل أي دون دفع الضّرائب بالرّغم من حصول هذا العامل على راتب الضّمان الاجتماعيّ ومساعدات المؤسّسات!!

تحاول الأنظمة المتحضّرة مساعدة الغرباء على التعلّم والتأقلم في بلدهم الجديد بكلّ وسيلةٍ وأسلوب، حتّى أنَّ دولةً مثل السّويد تدفع لمواطنها سواء أسويديًّا أصيلاً كان أم غريبًا متجنّسًا راتبًا شهريًّا لقاء الدّراسة والتعليم. وبرغم كلّ ما تفعله هذه الدّول في سبيل تنمية الغرباء نجدُ كاتبًا كخالدٍ صاحب المقال يقول بكلّ وقاحة "المغترب الآسيوي يأتي لأوروبا من دون أي أحد يوجهه ويعلمه. ويستقر ويتجنس من دون أي توجيه". فيا للأسف، يا للأسف الشّديد!

ويلجأ الكاتبُ أيضًا إلى أفكارٍ غريبةٍ عجيبةٍ لربّما جاءَ بها من بلاد العجائب التي زارتها أليس، فيذكر لنا أنَّ أدبَ الأوروبيّين (يذكر الإنجليز مثالاً) يمنعهم عن "تنبيه المقصِّر وتعليمه". ويغفل أنَّ القانون في بريطانيا وغيرها فوق كلّ أدبٍ ولطفٍ ومجاملة. فإن أخطأ بريطانيٌّ أو مهاجرٌ يحمل الجنسيّة البريطانيّة فلا بُدَّ من أن يتحمّلَ نتيجة خطأه مهما كان! المثال الذي طرحه السيّد خالد هو قيام بعضِ الآسيويّين المسلمين بشغلِ موقفٍ خاصٍّ بسيّارتين اثنين دون أن ينبّههم أحد أو يتعرّض لهم بكلمة تعليم أو تأديب! يا الله! وأين القانون يا سيّدي الكريم؟! فلو مرَّ شرطيُّ سير في ذلك المكان لوضعَ مخالفةً على زجاج السيّارة تكفلُ أن تلقّن هؤلاء درسًا لن ينسوه أبدًا. والأوروبيُّ وخاصّة الألمانيّ لا يخجل من تنبيه الذين يخالفون الأنظمة عيانًا عن قصدٍ أو غير قصد، وأذكرُ أنّي في زيارتي مدينة شتوتجارت الألمانيّة منذ ثمانية أعوام (وكانت المرّة الأولى لي في أوروبّا) وقفتُ مرّةً مع جمع الواقفين على الرّصيف بانتظار لون الإشارة الأخضر، وبعدَ أن خلا الشّارعُ من السيّارات عبرتُ لمللي من الانتظار، فأشارَ لي البعضُ في الطّرف المقابل بسبّاباتهم مبدين استياءَهم ممّا فعلتُ، وسمعتُ بضع كلمات ألمانيّة تنمّ عن هذا الاستياء! وثمّة أمثلة عديدة تبيّن أنَّ الأوروبّي فردًا وجماعاتٍ ومؤسّسات يبذل الكثير في سبيل التوجيه والتعليم والإرشاد لكافّة المواطنين وخصوصًا المهاجرين الجدد، فكن منصفًا بحقّ من آواكَ يا سيّدي الكاتب النحرير!!
.
.

الأربعاء، أبريل 06، 2011

كتابُ "السرّ": نمطُ التفكير الإيجابيّ

كنتُ في حديثٍ مع صديقةٍ جميلةٍ حولَ الحياة والإنسان، ونظرة هذا الأخير إلى كلِّ حدثٍ وواقعة، ويبدو أنّي كنتُ أحملُ، في ما أحملُ، نظرةً سلبيّةً ضبابيّة تزنُ كلَّ شيءٍ بما هو عليه، لا بما أريدُه أن يكون! قالت ليَ الجميلة: أعتقدُ يا صديقي أنَّ كتابَ The Secret (السرّ) ينفعُك في قياسِ هذه النّظرة، سألتُها عن الكتاب فأجابت: يبحثُ في أنماط التفكير البشريّ وممارسة الحياة بكلِّ ما فينا من قدراتٍ ومَلَكات وطاقات، غدًا أجولُ المكتبات، فإن عثرتُ على نسخةٍ عربيّةٍ منه أرسلتُه إليك، وهكذا كان.

وصلني، بعدَ طولِ انتظارٍ، كتابُ "السرّ" لـروندا بايرن Rhonda Byrne، وهو صغيرُ الحجمِ، بإخراجٍ طباعيٍّ مُتْقَن، ونشرٍ فنيٍّ متميّز (لغةُ الترجمة متوسّطة، إن لم تكن أقلّ!). وقد اعتقدتُ في البداية أنَّ كتابًا يحملُ هذا العنوان، ليسَ سوى كتابٍ دعائيٍّ تجاريّ على غرارِ سائر الموادّ التي تتناقلها الأسواق انطلاقًا من فكرِ "الاستهلاك" العالميّ و"التّسويق" الأميركيّ! وهو ذا عنوانُه (السرّ)، وثوبُه الطباعيّ المُتقَن والمُكلِف شاهدان أوليّان على ما انتابني من أفكار. وبهما يُمكن الكتاب أن يجذبَ إلى اقتنائه وقراءته الملايين، فيحقّق بهذا فكرة الكاتب في انتشارٍ واسع، وهدف النّاشر في ربحٍ سريع. ولم تكن الصّفحات الأولى منه جذّابةً قيّمة، ممّا حدا بي إلى إهمالِه والكفّ عنه. عادت صديقتي تحثّني على المتابعة، وغالبًا ما أهمل آراء الآخرين في الكتب، لكنّ المشقّة التي اختبرتْها في البحثِ عنه وإرساله عبر البريد، عدا عن التكلفة الماديّة؛ دفعتني إليه من جديد، وحسنًا فعلت!

إنَّ الكتاب مجموعة من الأقوال والأفكار مقتبَسَة من هنا وهناك، ولهذا تراه يجمع كمًّا كبيرًا ومكثّفًا منها، دون أن يتخصّص بعنوانٍ واحد، ولا يُمكنه في هذه الحال تناول بحثٍ من أبحاثِه واستقصاؤه والكشف عنه من كلِّ جانبٍ وتفصيل. فالحديثُ فيه عن "سرّ الصحّة" على سبيل المثال، ليسَ حديثًا عن عالم الصحّة والوقاية والعلاج بشكلٍ علميٍّ منهجيّ، فلا ينتظر القارئ أن يجدَ فيه ما يجده في كتب "اليوغا" (ممارسة الصحّة) من معرفة تجريبيّة، أو ما يجده في كتب التداوي بالأعشاب أو بالفيتامينات من معرفة نظريّة؛ بل هو حديثٌ يبحثُ في سرّ الصحّة الأساسيّ، هذا "السرّ" الموجود في كلّ إنسان على الإطلاق، النّابع من الذّات ومن القدرات العقليّة والفكريّة دون الاستناد إلى المؤثّرات الماديّة الخارجيّة.

"السرّ" كما يُعرّفه بوب بروكتور في الكتاب هو "قانون الجذب! كلّ شيءٍ يحدث في حياتِك فأنت مَن قُمتَ بجذبِه إلى حياتِك، وقد انجذبَ إليك عن طريق الصّور التي احتفظتَ بها في عقلِك، أي ما تفكّر فيه. فأيًّا كان الشّيء الذي يدور بعقلك فإنّك تجذبه إليك" (ص 3-4).

يُركّز الكتاب عبر صفحاتِه على جانب الثروة الماليّة والاستقرار عامّةً، وفي فصولٍ معيّنة على جوانبَ أخرى كالصحّة والتواصل الاجتماعيّ (العلاقات)، ونادرًا ما يتطرّق إلى ذكر الثّقافة والإبداع الفنّي. ويوحي هذا مجملاً أنَّ السّعادة التي يقدّمها الكتاب ترتبطُ بامتلاك منزل الأحلام أو بالحصول على عملٍ متميّز، أو حتّى بشكلٍ عامّ بالثّروة الماليّة. وهذا يعرض صورة "السّعادة" في المفهوم الاجتماعيّ الأميركيّ، وقد يكون مفهومًا صحيحًا في جانبٍ منه، لكنّه ليسَ كاملاً. فالحياةُ السّعيدة لا تقتصرُ على المال والاستقرار (برغم أهميّتهما)، فمقاييسها تختلفُ من شخصٍ إلى آخر، ومن مجتمعٍ إلى آخر، وهذا يعني أنَّ عيشَ السّعادة بملئها يتطلّب من راغبها أن يختبرَ "رضىً ذاتيًّا" و"قبولاً إراديًّا"، بكلّ فرحٍ وسلام، يظلّلان ما يملكه ماديًّا وروحيًّا. فإذا ضعفُ هذا "الرّضى" أو نقص نتيجةً لرغبة أو لمطمح، فما على الإنسان حينها إلا أن يملأه من جديد بسعيه إلى تلك الرّغبة وتحقيق ذلك المطمح! وهنا يكمن "السرّ" الحقيقيّ في "السّعادة".

يرسمُ الكتابُ، أوّلَ وهلةٍ، صورةَ "السرّ" على أنّه "إيمان" بشكلٍ جديد. ويُمكن في الحال مقارنته بأشكال الإيمان المختلفة والمنتشرة في العالم. فالإيمان بشيءٍ (ماديّ) أو بفكرة (فلسفيّة) أو بعقيدة (دينيّة) يهبُ المرءَ "مُطْلقًا" يُستَنَد إليه في مواجهة تحديّات الضّعف البشريّ كالمِحَن والصّعوبات والأمراض. إلا أنَّ النتيجة تبيّن لنا أنَّ "الإيمان" ليسَ سوى وسيلةٍ من وسائل عيش "السرّ" واختباره.

يقعُ في الكتاب من تكرار الأفكار وكثرة الأسماء وتشابه الخبرات والتجارب الشخصيّة ما يدفع المللَ في نفسِ القارئ، لا بل يشعر القارئُ أنَّ المؤلّفة تطرح مسألتها أمام مجموعة من الأغبياء، وعليها في هذه الحال أن تعيدَ الأفكارَ نفسَها مرّاتٍ ومرّات، وبصورٍ متنوّعة، لتُفْهَم وتُقْبَل. ولأنَّ الكتابَ، كما ذكرتُ سابقًا، "مجموعٌ" من أقوال وأفكار ولقاءات واختبارات، جميعها تشهدُ على صحّة "السرّ" وصدقه؛ فلا بُدَّ إذًا من أن نعذرَ الكاتبة على كثرة التكرار والتأكيد المستمرّ على الأفكار نفسها بصورٍ متعدّدة.

يفيد "السرّ" المراهقين والشبّان في بناء تفكيرٍ سليمٍ وانطلاقةٍ فكريّة صحيحة، كما يعين الكبارَ على تقويم ما انحرفَ من أفكارِهم، وعلى مراجعة ما سبقَ منها وقراءته قراءة متجدّدة مستنيرة. كما يدعم العيشَ وفقَ مبادئ مثلى ومفاهيم إيجابيّة كالشّجاعة والصَّبر والعزم والنّشاط والثّقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتيّة مهما صغرت أو قلّت، كلّ هذا نحوَ تحقيق الآمال والطّموحات والرّغبات بالرّغم من كلِّ شيء.

نعثرُ في الكتابِ عامّةً (من خلال توجيه الطّلب والامتنان) على نوعٍ من أنواع "المزج" بين القدرة (والطّاقة) الإنسانيّة وارتباطها بالقدرة الكونيّة علميًّا (فيزيائيًّا)، وبين الدّين وصورة الله. هذا المزجُ قد يكون صحيحًا في حالة واحدة فقط: فيها اللهُ هو الوجود بكليّته جوهرًا وصورةً، لا "الله" كما تقدّمه الدّيانات الحاليّة على اختلافِها! وتبقى المعضلة الأساسيّة في أنّ الوجودَ (كمادّة) "حركيٌّ" متغيّر متطوّر، واللهُ "ثابتٌ" مطلق لا حركة فيه ولا تطوّر... ولا سبيلَ في رأيي إلى الجمع بينهما، أي لا سبيلَ بتاتًا إلى الرّبط بين قدرة الإنسان وتواصله "الفيزيائيّ" مع الكون (علميًّا)، وبين القدرة الإلهيّة الرّديفة من خلال صلاة الطّلب أو الامتنان!
(ملاحظة: من الطّريف أن تُسخَّر فكرة "الله" لكلّ دين، فهو في الكتاب إله الفكر الغربيّ (المسيحيّ البيبليّ غالبًا)، وفي عرف بعض الكتبة المسلمين إله القرآن والإسلام التقليديّ: كالدكتور إبراهيم الفقي في إحدى مقالاته التي يستوحي فيها "السرَّ" وأفكارَه وقواعدَه، لا بل يقتبس منها الكثير دون الإشارة إليه كمصدرٍ أو كمرجع!!!).

ترسم المؤلّفة هالةً من القداسة حولَ الكتاب، لتجعلَ منه كتابًا مقدّسًا أو نبويًّا (بحسب الأسلوب البيبليّ)، تقول: "إذا كنتَ تسعى لجوابٍ حول توجيه أو شيء ما في حياتك، اطرح سؤالاً، وصدّق أنّك سوف تتلقّاه، ثُمَّ افتح هذا الكتاب عشوائيًّا، والمكان نفسه الذي ستفتح عنده الصفحات سيكون مرشدًا لك وستجد فيه الإجابة التي تنشدها" (ص 171-172). غالبًا ما يستعمل المؤمنون هذه الطّريقة مع الكتاب المقدّس، ولا بُدَّ من أن يعثرَ السّائلُ على جوابٍ ما، مهما كانت طريقة الفتح عشوائيّة. ولستُ أدري إلى أيّ حدٍّ يُمكن الاعتماد على هذه الأساليب الفوضويّة والاختيارات العشوائيّة.

أمّا بعدَ قراءةٍ شاملة يُمكنني أن أضيفَ شيئًا إلى هذه المادّة الثّمينة، فالحقيقة في "السرّ" (الذي يُعَبَّر عنه دائمًا على أنّه "قانونٌ جذبيّ") لا تكمن فقط في مسألة "جذبٍ" تعتمدُ بشكلٍ رئيسيّ على طاقة الإنسان وارتباطها بالطّاقة الكونيّة كاملةً عبر تردّدات معيّنة، بل أيضًا في عمليّة "دفعٍ" مستمرّة متلازمة طردًا مع العمليّة الجذبيّة المعاكسة. فحين ترغب بالإيجابيّات التي تعرضها عليك الحياة، فإنّك تستطيع بعقلك وفكرك وتركيزك أن تجذبها إليك بكلّ وعيٍ وثقة (كما يقول الكتاب)، وفي الوقتِ عينِه أنت "تدفع" الضدَّ (السلبيّات) وتبعده عنك. فهي إذًا عمليّة متلازمة طردًا، فبالقدر الذي "تجذب" فيه الشيءَ نحوَك "تدفع" ضدَّه عنك. لنأخذ "سرَّ الصحّة" مرّةً أخرى، ولنتأمّل في إنسانٍ أُصيبَ بمرضٍ عُضال كالسّرطان، ثُمَّ تعرّف بالسرّ وقبله منهجًا لحياتِه. فبتركيزه العقليّ والفكريّ في "الشّفاء" (السّلامة، العافية) وهو أمرٌ مجرّد، لا "يجذبه" إليه إلا من خلال عمليّة "دفعٍ" مستمرّة للمرض الذي ينهش جسدَه. والمرض لا يبدو ماديًّا إلا من خلال الخلايا السّرطانيّة، وهكذا فإنَّ التركيز الفكريّ في الشّفاء التّام (أو الصحّة الكاملة) يدفع الجسد نحو الإيمان به إيمانًا مُطلقًا، ما يُعزّز المناعة القادرة فعلاً على إبعاد أيّ مرض (كالسرطان هنا) والقضاء عليه. فعمليّة جذب الشّفاء التي قامَ بها هذا الشّخص المُصاب تلازمت مع عمليّة دفع المرض طردًا وهكذا دواليك.

إنَّ التفكيرَ الإيجابيَّ الذي يقدّمه الكتاب على صفحاته إنّما هو تفكيرٌ "جاذبٌ دافعٌ" مُحفِّز مُنَشِّط وقادر على تنمية مواهب الإنسان وملء نقائصه بسرعةٍ وتميّز، كما أنّه قادرٌ في الوقت عينِه على ترسيخ ثقته بنفسه وبقدراته وملكاته من خلال نجاحاته المستمرّة واختباراته الإيجابيّة المتكرّرة.


السرّ، روندا بايرن، ترجمة ونشر مكتبة جرير، الطبعة الثّالثة، الرّياض 2010، 198 ص.


السرّ في نقاطٍ موجزة (وردتْ هذه الفقرات الموجَزَة في نهاية كلّ فصل، وهي تتيح للقارئ الاطّلاع على الكتاب باختصارٍ وكثافة معًا، وتنفع لقراءة سريعة عابرة):

الكشف عن السرّ (ص 25):
- سرُّ الحياة الأعظم هو قانون الجذب.
- ينصّ قانون الجذب على أنَّ الشبيه يجذب شبيهه، وهكذا حين تفكّر في فكرة ما، فإنّك تجذب الأفكار الشّبيهة إليك.
- للأفكار قوّة مغناطيسيّة، كما أنَّ لها تردّدًا، وعندما تفكّر يتمّ إرسال تلك الأفكار إلى الكون، وتجذب إليها مغناطيسيًّا كلَّ الأشياء الشّبيهة التي على نفس التردّد، كل شيء يُرسَل للخارج يعود إلى مصدره - إليك.
- إنّك مثل برج للبثّ ولكن برج بشريّ، تبثّ تردّدًا بأفكارك. إذا أردتَ تغيير أيَّ شيءٍ في حياتِك، فلتغيّر التردّد بتغيير أفكارك.
- أفكارك الحاليّة تشكّل حياتَك المستقبليّة. ما تركّز عليه غالبًا أو تفكّر فيه سوف يظهر في حياتِك.
- أفكارُك تصير حقائقَ واقعة.

تبسيط السرّ (ص43):
- قانون الجذب قانون طبيعيّ. إنّه غير موجَّه لشخص معيَّن، وهو حياديّ مثل قانون الجاذبيّة الأرضيّة.
- لا شيءَ يُمكنه أن يصبح جزءًا من تجربتك ما لم تستدعه عبر أفكارك المستديمة والملحة.
- لتعرف ما تفكر فيه، اسأل نفسَك عن شعورِك، فالمشاعر أدوات لا تُقدَّر بثمن لتنبئنا بطبيعة تفكيرنا.
- من المستحيل أن تكونَ مشاعرُك سيّئة في الوقت نفسه الذي تراودك فيه أفكار طيّبة.
- تحدّد أفكارُك التردّد الخاصّ بك، وتنبئك مشاعرك في الحال بطبيعة التردّد الذي تكون عليه، عندما تصبح مشاعرك سيّئة فإنّك تكون على تردّد يجذب المزيد من الأمور السيّئة، وعندما تشعر بشعورٍ طيّب فإنّك تجذب بقوّة المزيد من الأمور الطيّبة إليك.
- الأشياء التي تعدل مزاجك، مثل الذّكريات، والطّبيعة الخلابة، أو موسيقاك المفضَّلة، يُمكنها أن تغيّر مشاعرك وتحوّل تردّدك على الفور.
- إنَّ الشّعور بالحبّ هو أعلى تردّد يُمكنك أن تبثّه. وكلّما زادَ ما تشعر به وما تبثّه من حبّ، زادَ مقدارُ ما تمتلكه من قوّة وطاقة.

كيفَ تستخدم السرّ (ص68-69):
- قانون الجذب يطيع كلَّ أوامرنا، تمامًا مثل جنيّ مصباح علاء الدين.
- تساعدُك خطوات العمليّة الإبداعيّة على صنع ما تريده في ثلاث خطوات بسيطة: اطلبْ، آمنْ، وتلقَّ.
- لكي تصيرَ واضحًا بشأنِ ما تريده، عليك أن تطلبَ من الله أن يسخّر الكونَ لخدمتك، فعندما تصبح واضحًا في ما ترغبه، فإنّك بذلك تكون قد طلبت.
- يتطلّب الإيمان التصرّف والتحدّث والتفكير كما لو أنّك قد تلقّيت بالفعل ما طلبته. عندما تبثّ التردّد الخاصّ بتلقّيك للشيء المنشود، فإنَّ قانون الجذب يحرّك الناسَ، والأحداثَ، والظروف من أجل أن تتلقّى أنت ما تريد.
- يتطلّب "التلقّي" الشّعور على النحو الذي سوف تشعر به بمجرّد أن تتحقّق رغبتك. الشّعور الطيّب الآن يضعك على التردّد الخاصّ بما تريده.
- من أجل أن تفقدَ وزنًا، لا تركّز على "فقدان الوزن"، وبدلاً من ذلك ركّز على وزنك المثاليّ. اشعرْ بما سوف تحسّه عندما تحظى بوزنِك المثاليّ، وسوف تستدعيه إليك.
- لا يستلزم الأمر وقتًا بالنسبة للكون لكي يحقّق ما تريده؛ فالحصول على مليون دولار يعدّ بنفس سهولة الحصول على دولارٍ واحد.
- ابدأ بشيءٍ صغير، مثل فنجان قهوة أو مساحة لركن السيّارة؛ فهي طريقة سهلة لتجرّب قانون الجذب في الحياة الواقعيّة. فلتنوِ بقوّة أن تجذبَ شيئًا صغيرًا، وعندما تجرّب القدرة التي تمتلكها على الجذب، سوف تنتقل إلى الحصول على أشياء أضخم حجمًا.
- اصنعْ وشكّل يومَك مسبقًا بالتفكير في الطّريقة التي تريد بها أن تمضي الأمور، وسوف تشكّل حياتَك عمدًا وقصدًا.

العمليّات الفعّالة (ص 93):
- التوقّع قوّة جذب فعّالة. توقّعْ الأمور التي تريدها، ولا تتوقّع ما لا تريد.
- الامتنان عمليّة فعّالة من أجل تحويل طاقتك وجلب المزيد ممّا تريد في حياتِك. كن ممتنًّا من أجلِ ما لديك بالفعل، ولسوف تجذب إليك المزيد من الأمور الطيّبة.
- قدّم الحمدَ لله لما سوف يمنحك؛ ممّا يشحن رغبتك ويرسل إشارة أكثر قوّة إلى الكون.
- التخيّل عمليّة خلق الصّور في عقلِك ترى فيها نفسَك وأنت تستمتع بما تريد. عندما تتخيّل، فإنّك تولد أفكارًا ومشاعرَ قويّة لامتلاك الشيء في التوّ واللحظة، وعندئذ يعود قانون الجذب بذلك الواقع إليك، تمامًا كما رأيته في عقلك.
- لكي تستخدم قانون الجذب لصالحك، اتّخذ من ممارسته عادة، وليس مجرّد شيء يحدث مرّة واحدة.
- عند نهاية كلّ يوم، قبل أن تخلد إلى النّوم، استرجعْ أحداثَ اليوم، أيّة أحداث أو لحظات لم تكن على ما يُرام، استبدلْ بها في عقلك ما يروق لك.

سرُّ المال (ص 111):
- لكي تجذبَ المال، ركز على الثروة. من المستحيل أن تجلب المزيد من المال إلى حياتك حين تركّز على الافتقار له.
- من المفيد أن تستعين بخيالك وأن تتظاهر بأنّك تملك بالفعل المال الذي تريد. مارس ألعاب امتلاك الثّروة وسوف تحسُّ شعورًا طيّبًا حيال المال؛ وعندما يتحسّن شعورك حياله، سيتدفّق المزيد منه إلى حياتِك.
- الشّعور بالسّعادة الآن هو أسرع الطّرق لجلب المال إلى حياتك.
- لتعقد النيّة على أن تتطلّع إلى كلِّ شيءٍ يروقك وتقول لنفسك: "يمكنني تحمّل نفقة هذا. يمكنني شراؤه". وسوف تحوّل تفكيرَك ويتحسّن شعورك حيال المال.
- امنح المال لكي تحصل على المزيد منه في حياتك. عندما تكون جوّادًا بالمال وتحسّ بشعور طيّب حيال تقاسمه، فإنّك تقول: "إنَّ لديَّ الكثير".
- تخيّل شيكات تصلك بالبريد.
- اجعلْ كفّة أفكارك ترجح لصالح الثروة. فكر باستمرار في الثروة.

سرُّ العلاقات (ص 123):
- عندما تريد أن تجذبَ شريكًا لحياتك، تأكّد من أنَّ أفكارَك، وكلماتك، وأفعالك، والأجواء المحيطة بك لا تتعارض مع رغباتك.
- مهمّتك هي أن تعتني بنفسك. ما لم تشبع داخليًّا وتملأ نفسَك بالحبّ عن آخرك، فلن يكون لديك شيء لتعطيه لأيّ شخص.
- عاملْ نفسَك بالحبّ والاحترام، وسوف تجذب أناسًا يبدون لك حبًّا واحترامًا.
- عندما تشعر بشعور سيّء حيال نفسك، أنت بذلك تعيق الحبّ، وبدلاً من ذلك سوف تجذب المزيد من الناس والمواقف التي سوف تواصل نقل الشّعور السيّء إليك.
- ركّز على السّمات التي تحبّها في نفسك، وسوف يُظهر لك قانون الجذب المزيدَ من الأشياء العظيمة فيك.
- لكي تجعل علاقتَك بشريك حياتِك أو بأيّ شخص تنجح، ركّز على ما تقدّره بشأن الطّرف الآخر، وليسَ على شكواك. عندما تركّز على مواطن القوّة، سوف تنال المزيد منها.

سرُّ الصحّة (ص 139):
- تأثير العلاج الإرضائيّ مجرّد مثال على قانون الجذب في حالة عملِه. عندما يؤمن أحدُ المرضى  حقًّا بأنَّ القرص علاجٌ له، فإنّه يتلقّى ما يؤمن به ويُشفى.
- "التّركيز على الصحّة التامّة" شيءٌ يُمكن لنا جميعًا القيام به بداخل أنفسنا، بغضّ النّظر عمّا يدور حولنا.
- الضحك يجذبُ البهجة، ويطلق السلبيّة، ويؤدّي إلى حالات شفاء إعجازيّة.
- يحتبس المرض في الجسد عن طريق الفكر، من خلال مراقبة المرض، وبالانتباه الممنوح للمرض. إذا كنتَ تشعر بوعكة طفيفة، فلا تتحدّث بشأنها إلا إذا كنت تريد المزيد منها. إذا رحت تستمع إلى أشخاص يتحدثون بشأن مرضهم، فإنك تضيف طاقة إلى مرضهم. وبدلاً من ذلك، غيِّر مسار المحادثة إلى أمور طيّبة، وركّز أفكارك القويّة على تخيّل هؤلاء الأشخاص في تمام الصحّة.
- المعتقدات حول التقدّم في العمر كلها في عقولِنا، فتخلَّ عن تلك الأفكار. ركز على الصحّة والشّباب الأبديّ.
- لا تستمع للرسائل التي يقدّمها لك المجتمع بشأن الأمراض والتقدّم في العمر. الرسائل السلبيّة لا تعمل لصالحك.

سرُّ العالم (ص 153):
- ما تقاومه سوف تجذبه؛ لأنّك تركّز تركيزًا قويًّا عليها بمشاعرك. لكي تغيّر أيَّ شيء، اتّجه إلى داخلك وبثّ إشارة جديدة بأفكارك ومشاعرك.
- لا تستطيع مدَّ يد العون للعالم بالتركيز على الأمور السلبيّة. فعندما تركّز على أحداث العالم السلبيّة، فإنّك تضيف إليها، ليس هذا وحسب، لكنّك أيضًا تجلب المزيد من الأمور السلبيّة إلى حياتِك أنت.
- بدلاً من التركيز على مشكلات العالم، امنحْ انتباهَك وطاقتَك للثّقة، والحبّ، والوفرة، والعلم، والسّلام.
- لن تنفد الأشياء الطيّبة أبدًا من بين يديك؛ لأنَّ هناك أكثر من الكفاية للجميع، والحياة من طبيعتها السّخاء والوفرة.
- لديك القدرة على أن تلجأ إلى المعين الذي لا ينضب عبر أفكارك ومشاعرك وتجلبه إلى تجاربك في الحياة.
- بارك واعتزّ بكلّ شيء في العالم، وسوف تبدّد الطاقة السلبيّة والخلاف والتّشاحن وسوف تتحالف مع التردّد الأسمى. ألا وهو الحبّ.

السرُّ لاكتشاف نفسك (ص 175):
- كل شيء هو طاقة. إنّك مغناطيس للطاقة، وهكذا فإنّك تشحن كهربيًّا كلّ شيء ترغبه، وتشحن نفسَك كهربيًّا إلى كلّ شيء تريده.
- أنت كيان روحيّ، أنت طاقة، والطّاقة لا تفنى ولا تُستَحْدَث من عدم، بل فقط تغيّر شكلها، وبالتالي، فإنَّ الجوهر الصّافي لك دائمًا ما كانَ موجودًا ودائمًا ما سيكون.
- يبزغ الكون من الفكر. نحن لا نصنع فقط مصيرَنا الخاصّ، ولكن كذلك نصنع الكون.
- هناك مئونة لا حدود لها من الأفكار متاحة لك. كلّ المعرفة والاكتشافات، والابتكارات موجودة في الكون باعتبارها احتمالات تنتظر العقل البشريّ لكي يسحبها ويحققها. إنّك تمتلك كلَّ شيء في وعيك.
- إنّنا جميعًا متّصلون، ونحن جميعًا كيانٌ واحد.
- تخلّص من مصاعب الماضي، قواعد الثّقافة، والمعتقدات الاجتماعيّة. أنتَ الوحيد الذي يُمكنه أن يصنع الحياة التي تستحقّها.
- الطّريق المختصر لتحقيق رغباتك أن ترى ما تريد تحقيقه كحقيقة مطلقة.
- إنَّ قدرتَك تكمن في أفكارِك، فابقَ منتبهًا. بتعبيرٍ آخر "تذكّر أن تتذكّر".

سرُّ الحياة (ص 184):
- عليك أن تملأ حياتَك بما تريده أيًّا كان.
- الشيء الوحيد الذي تحتاج إلى القيام به هو أن تحظى بشعورٍ طيّب.
- كلّما استعنتَ بالمقدرة التي بداخلك زادَ ما تجذبُه نحوَك من مقدرة.
- حانَ الوقتُ الآنَ لكي تعتزّ بروعتك وبهائك.
- إنّنا في قلبِ عهدٍ مجيد، حين نتخلّى عن الأفكار القاصرة، فسوف نعيش العظمة الإنسانيّة الحقّة، في كلّ منحى من مناحي الإبداع والابتكار.
- قم بما تحبّ، وإذا لم تكن تعرف ما يجلب لك البهجة، فلتسأل نفسَك: "أينَ تكمن بهجتي؟" والتزمْ بها، وسوفَ تجذبُ إليك سيولاً من الأشياء المبهجة؛ لأنّك تشعّ بالبهجة.
- الآنَ بعدَ أن تعلّمتَ "السرّ"، فإنَّ كلَّ ما تفعله به يعتمد عليك؛ فأيًّا كان ما تختاره فهو صواب. القدرة كلُّها ملكك أنت.