الاثنين، أغسطس 15، 2022

دمشقُ عزّام أم دمشقُ النوّاب؟

 

قبلَ فترة وجيزة وفي العشرين من أيّار هذا العام رحلَ الشّاعر العراقيّ الكبير مظفّر النوّاب في إمارة الشّارقة مخلّفًا وراءَه إرثًا أدبيًّا قيّمًا وأثرًا ثوريًّا في وجه الطّغيان والطّغاة. وليست هذه العجالة في صددِ الكتابة عن النوّاب فقد سبقني إلى ذلك الكثيرون، بل هي لمعالجة مسألة نصٍّ اُشتهر بين العامّة مؤخّرًا منسوبًا إلى شاعرنا النوّاب وهو ليسَ له، وقد نحلته العامّة إليه لشبهٍ وقع في النصّ المنحول ببعض المفردات النّابية في قصيدته "القدسُ عروسُ عروبتنا".

بدأت الحكاية حين نشرَ فادي عزّام، وهو كاتب وروائيّ سوريّ (مواليد 1973 السّويداء)، نصًّا عن دمشق تحت عنوان "إنّها دمشق يا أولاد القحبة"، في العدد الواحد والعشرين من مجلّة أوكسجين الإلكترونيّة بتاريخ 6 تشرين الثّاني 2005. ولا يُعرف بالضّبط متى ومَن بدأ بنحلِ النصّ إلى مظفّر النوّاب. لكن من المؤكّد أنّ مَن فعلَ ذلك (ومَن ما يزال يفعله) ربطَ بين نصّ عزّام والشاعر النوّاب بسبب "يا أولاد القحبة" التي وردت في عنوان النصّ عند عزّام نقلًا عن قصيدة النوّاب الشّهيرة التي مطلعها "القدسُ عروسُ عروبتكم". و"أولادُ القحبة" أصبحت ماركة مُسجّلة باسم النوّاب، يعرفه العامّة بها، وهي ما جعلهم ينسبون إليه كل ما يندرج تحت هذا التّعبير، وقد يكون من المخجل على قرّاء الأدب أن يعرفوا شاعرًا بأبخس ما لديه. لكنّ شتيمة كهذه من العيار الثّقيل تُصبح بركةً عند شعوب ضاقت بطغاتها وأنّت تحت نير استعباد القمع والتنكيل، وهي تعبيرٌ صريحٌ جدًّا ينفّس قليلًا عمّا في صدور جماهير مكبوتة لا تجرؤ حتّى على التنفّس بصوتٍ عالٍ.

أشهرُ المُساهمين في هذا اللغط، ولعلّه أوّلهم، كان الكاتب العراقيّ جمال محمّد تقيّ حين نشرَ النصّ في الحوار المتمدّن في 8 أيلول 2009 منسوبًا إلى النوّاب. لكنّه عاد وبعد أكثر من شهر لينشر مقالًا في الموقع عينه ينفي نسب القصيدة إلى الشّاعر العراقيّ ويعتذر إلى كاتبها الأصليّ عزّام. لكنّ المارد خرج من القُمقم ولم تعد محاولات استرجاعه تُجدي ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال. وهكذا تلقّف جمهور القرّاء والنّاشرين "إنّها دمشقُ" مظفّريّةً وتتالى النشر وتتابع حتّى عمّ الشّبكة العنكبوتيّة فاختلط عزّام بالنوّاب متراجعًا أمامَ اسمه الكبير، وامتزجت دمشقُ "بأولاد القحبة".

لم يقف عزّام مكتوفَ اليدين يُشاهد نصّه يُسرق منه، فبدأ المواجهة حين نشرَ النصّ ورقيًّا مطبوعًا عن دار ميريت في القاهرة سنة 2010 ضمن مجموعة من ثلاث وعشرين نصًّا بعنوان "تحتانيّات". كما نشرَ عدّة توضيحات حول المسألة في عدّة مواقع وصفحات إلكترونيّة منها "صفحات سوريّة" لحسين الشّيخ في شباط 2010، كما نُشر التّوضيح ورقيًّا في القدس العربي في العام عينه. وأعاد العزّام نشر توضيحات أخرى في سنوات لاحقة وعلى صفحات جديدة. فأمّا أشهر مَن كتبَ عن ذلك في مقالٍ نقديّ رصين فهي بتول الحصريّ العراقيّة في مقالها "إنّها دمشقُ يا أولاد"، تسخرُ من تلك الذّائقة الشّعريّة التي ما عادت تميّز الشّعراءَ وأدبهم، وتنفي عن النوّاب النصَّ.

وبالرّغم من نشرِ النصّ ورقيًّا باسم عزّام، ونفي الحصريّ النصّ عن النوّاب، إلّا أنّ هذا لم يمنع محمّد سعيد الطّريحي من نشرِه ورقيًّا منسوبًا إلى النوّاب في الطّبعة الثّانية من كتابِه "الهيام بين العراق والشّام: دمشق في الشّعر العراقيّ" بتقديم كل من الدكتور علاء الجوادي (السفير العراقيّ في سوريا آنذاك) والدكتور مازن يوسف صبّاغ، عن دار الموسم للإعلام، في هولندا سنة 2011 (الصفحة 199).

تتالت الرّدود في سيرة النصّ بين نسبٍ ونفيٍ فقد قامت الفضائيّة الإخباريّة السّوريّة سنة 2013 بنشره مصوّرًا ملحّنًا منسوبًا إلى النوّاب تحت اسم "أوبريت إنّها دمشق". ولم تلبث نسرين طرابلسي أن كتبت ردًّا سياسيًّا قاسيًا على الإخباريّة السّوريّة نُشر في جريدة القدس العربي من العام نفسه. فأمّا همام السيّد فقد لخّص المسألة برمّتها في مقال مقتضب سنة 2014 "إنها دمشق التي ضاعت بين القبائل"، نشره على موقع العربي الجديد.

وبالرّغم من ضراوة الرّدود في وجه نحل النصّ إلى النوّاب إلّا أنّ تدافع النّشر وتواصله لم يتوقّفان وخاصّة ضمن الصّحف السّوريّة الرّسميّة. ففي 25 أيلول 2017 كتبَ إسماعيل مروة مقالًا في صحيفة الوطن السّوريّة عنونه "دمشق امرأة بسبعة مستحيلات" ويحكي قصّةً عن صديقٍ دبلوماسيّ إماراتي أرسلَ إليه النصّ باسمِ النوّاب. وهكذا فعلَ أحمد عسّاف في مقاله "هي الشّام أميرة العواصم" الذي نشره في صحيفة البعث السوريّة في 28 كانون الأوّل 2017. فأمّا آخر جرائم النّحل والنّسب فقد كان على يد الرّافد وهي صحيفة اللجنة المركزيّة لحزب اليسار الدّيمقراطيّ السّوريّ في عددها 1218 الصّادر في 31 كانون الأوّل 2021، وليسَ جديدًا أنّهم وضعوا عنوانًا آخرَ للنصّ (القصيدة) "هل تعرف مَن هي أو ما هي دمشق" مذيّلًا باسم النوّاب. وعلى غرارهم أجمعين نعت صحيفة الثّورة السّوريّة الشّاعر مظفّر النّوّاب في 20 أيّار 2022 بعنوانٍ عريض "مظفّر النواب: دمشق لا تقبل القسمة على اثنين" ونشرت نصّ عزّام بتوقيع النوّاب من جديد.

تحضرني السّاعة مسألة بدويّ الجبل وقصيدته التي لم يقلها أبدًا، وملخّص ذلك أنّ العامّة تتداول قصّةً يُقال فيها كيفَ دُعي الشّاعر السّوري إلى إلقاء قصيدةٍ في الجامع الأزهر لكنّ القصيدة سُرقت منه أو ضاعت وحين اعتلى المنبر ارتجلَ قائلًا: "آهٍ على سكرةٍ في الأزهرِ ... مِن خمرة اللهِ لا من خمرة البشرِ". والقصّة خياليّة طبعًا بما فيها بيت الشّعر المكسورِ. إلّا أنّ الجماهير المُقبلة على شعرِه ترفض تصديق النّفي، حتّى إن جاء الشاعر نفسه وحلف الأيمان المغلّظة فلن يُصدّقه أحد.

وهكذا حتّى يومنا هذا ترفضُ الجماهيرُ المعجبة بشتيمة "أولاد القحبة" أن تكون قصيدة "إنّها دمشق" لسوى النوّاب أسوةً بالقدس.
 
سودرتيليه-السّويد

الثلاثاء، أكتوبر 15، 2013

عصرٌ جديد!



لستُ أدري ما الذي دفعني إلى استفقاد المدوّنة هذا اليوم بالذّات! اليوم عينه الذي كُتبتْ فيه تدوينتي الأخيرة قبلَ عامٍ واحدٍ بتمامِهِ وكمالِهِ. سنةٌ كاملةٌ رحلتْ بأيّامها الثّلاثمئة والخمسة وستّين والمدوّنةُ قفرٌ يزورها واحدٌ أو اثنان أو أكثر ثُمَّ يغادروها لكثرة الوحشة التي تعبّأت في جوانبها، ولعلَّ هذه الوحشة العميقة تعبّأتْ في قلبِ صاحبِ المدوّنة حتّى فاضت فأهملها وقرّر الرّحيل قبلَ عامٍ إلى عالمٍ آخر، عالم الفيسبوك المليء بالضّجيج والصّخب والألوان... والتّفاهات والترّهات والجهل والغباء!


عالمُ الفيسبوك الجديد مختلفٌ كلَّ الاختلاف عن بقيّة العوالم، فهو عالمٌ مكشوفٌ مفضوحٌ تجدُ فيه الكثير لكنّك لا تنتفع منه بسوى القليل القليل وكثيرًا ما تخرج خالي الوفاض لا شيءَ بين يديك سوى اندهاشٍ عميق أمام عالمٍ انقلبَ إلى مظهرٍ وشكلٍ قميء، قلبُه فارغ من كلِّ معنىٍ وعاطفة، ورأسه عبارة عن سلّة مهملات، فأمّا حياتُه فماذا يُقالُ فيها غير سذاجةٍ بلغتْ أقصاها! ومع ذلك تجدنا منجذبين إليه نصرفُ فيه أوقات الملل والفراغ وغير الفراغ، ونحاول أن نصنعَ بين صفحاته شيئًا جديدًا نافعًا عسى أن يصبحَ رسالةً يتلقّفها الأقرباء والأصدقاء فتستمرّ بهم. والحقيقة أنَّ هذا العالم لم يعدْ يطيق قراءة النّصوص الطّويلة فوقته أثمن من صرفه عليها، ولا حفظ المأثورات لكثرتها، ولا البحث عن حقيقة ما يُنشر أو يُذاع... أصبح همّه الوحيد استهلاك ما يُقدّم بأسرع وقت وأقلّ كلفة وتحويل هذا العالم الجميل الذي نحيا فيه إلى عالمٍ عبارة عن وجبةٍ سريعة تُلتهم على عجلٍ لتخرج أخيرًا إلى غير رجعة، بشكلٍ روتينيٍّ مملٍّ، لا متعة فيه ولا فائدة!


حتّى الكتابة فقدت هيبتها بعد أن أباحَ الإنترنت السّرقة والاغتصاب والتّلفيق والتّزوير والتّشويش بلا حسيبٍ أو رقيب، ولم يعد الكثيرون يرون فيها ما كان يُرى فيها قبل أعوام، شأنًا راقيًا وصناعة مميّزة تدلّ إلى نخبةٍ وإبداع! وأولئك الكثيرون الذين فقدوا هذه النّظرة وهذا الاعتبار كسروا أقلامَهم النّاشئة أو الشّابّة أو النّاضجة، وطفقوا يدعون إلى كسرِ جميع الأقلام. فما معنى القلم في عصرٍ فقدَ إحساسه بالورق ولم يعدْ للكتاب مكانٌ فيه؟! والطّباعة التي رافقت البشر خمسة قرون شارفت على الموت، وبات عصرها الهزيل المتهالك يبشّر بعصرٍ آخر للمعرفة والاتّصال بين البشر!


عامٌ هجرتُ فيه مدوّنتي بعد أن امتلأت نفسي بالوحشة والكآبة والعزلة، لأعود في اليوم عينه، في الخامس عشر من شهر تشرين الأوّل، من فصلِ الخريف المتداعي، معبّأً بالتّشاؤم والخوف والقلق من العصرِ الجديد المقبل بسيلِه الأسودِ الجارفِ عصرَ المدوّنات الجميل وسهولَ الأفكارِ الخصبة محوّلًا كلَّ شيءٍ إلى صحراءٍ وقفرٍ تمامًا كإنسان هذا اليوم!

الاثنين، أكتوبر 15، 2012

صورٌ من السّويد

في بلادِ البردِ والجليدِ والغرباء، والوجوه البيضاء ذوات الشّعور الشّقراء، في القطارات ومترو الأنفاق والحافلات، في مدينةٍ تبتلعُ الأنفاسَ والبشر؛ عشتُ أشهرًا ستّة متنقّلًا من مكانٍ إلى آخر بلا عملٍ ولا بطاقة إقامة... جسلتُ ذاتَ يومٍ في القطار وإلى جانبي عجوز أسّوجيّة تحوكُ الصّوفَ تصنعُ جوربين لحفيدها الصّغير يقيانه قسوة الشّتاء وبرده.

أمامي جلستْ تلكَ الحسناء الشّقراء التي التقيتُ بها ذاتَ يومٍ في رحلة القطار عينها، التقاءً عابرًا خفيفًا كالظلِّ رقيقًا كالنّسيم. جميلةٌ هي الحسناءُ الصّغيرة، وأجملُ ما فيها كلُّ ما فيها، لا تلتفتُ، بل تُمعن في التّحديق بوجهِ محدّثتها ضاحكةً غاويةً كلَّ رجلٍ قريب، فأمّا فرحها فيجلجل القطارَ على جلجلته فوق قضيبي السكّة الحديد. عيناها الواسعتان كغابتين أسّوجيّتين تذيبان الحديد فما بالك برجلٍ مقهورٍ من لحمٍ ودم! قطعةٌ من طبيعة السّويد جلست قبالتي، وتلك العجوز تمضي في حياكة الجوربين لحفيد أشقر بحكم العنصر!

كنتُ أحيا في بلاديَ الجميلة القريبة إلى فؤادي كلَّ قربٍ يُرتجى، كنتُ أعرفُ بلاديَ وأهلَها وكلَّ ما فيها من ترابٍ وشجرٍ وحجر، واليومَ أسوحُ غريبًا حزينًا أتسوّل وثائق الإقامة، وثائقَ انتماءٍ إلى بلدٍ غريبٍ باردٍ قاسٍ!

كيفَ تستطيعُ هذه العجوز أن تداوم الحياكة دونَ كللٍ أو مللٍ أو التفاتةٍ لصوتٍ أو حديث؟! عقدةً عقدة، وقضيبا الحياكة الرّفيعان يرصفان خيوط الصّوف الحمراء والصّفراء لتخرجَ من صنعِ يديها ومهارتها قطعةً ملوّنةً جميلة التّفاصيل، بثباتٍ ورصانة تجدُّ في صناعتها، وبهدوءٍ تامٍّ تواصل الحياكة.

هذه البلاد المعتمة مليئةٌ بالفتيات، وأكثرهنّ جميلات شهيّات كثمار الصّيف عندَ أوان القطاف، ينقصهنّ التذوّق. لا أجملَ وأشهى من المرأة في هذا الكون الفسيح الواسع بلا لحظةِ أزلٍ أو رفّة أبد. ولربّما جارت الطّبيعةُ على الرّجلِ فطرةً إذ ثبّتت فيه هذه الغريزة تجاه كلِّ امرأةٍ دون أن تلقي بالًا للأخلاق النّامية بارتقاء الإنسان!

قضمتْ الفتاةُ الحسناء أمامي قضمةً صغيرةً على وسع ثغرها من تفّاحةٍ أخرجتها من الحقيبة، فابتسمتُ متذكّرًا حوّاء! قضمةٌ واحدة أودت بفردوسنا الموعود وأحالته أرضًا من عرقِ الجبين والأتعاب، ومخاضًا أليمًا به تلد المرأة بنيها وبناتها. كم كنتَ قاسيًا يا إله الأديان، أين رحمتك وغفرانك؟! أتستحقُّ قضمةٌ صغيرةٌ من امرأةٍ عاريةٍ حسناء كلّ هذا العقاب والغضب؟! صارت التفّاحةُ الشهيّة رمزًا لعبوديّتنا! وصارت أيضًا رمزًا لغضبِ الإله اللارحمة!

حين تكتب لا تقبض على الأفكار بل لامسها بلطفٍ كما تلامس خدَّ طفلٍ صغير، أنتَ لا تعلمُ عنها الكثير حتّى تلج فكرَك ثُمَّ تجسّدها يدُك على الصّفحة، ومع ذلك فإنّك لا تستطيع أن تدركها إدراكًا تامًّا، فكلُّ ما في الحياة ضعيفٌ وناقصٌ لا يكتمل إلا بلملمة الأجزاء الخارجة عنك! الكتابةُ محيطٌ خاصٌّ يخرجك عن الواقع الذي يلمّك، تسمع فيه جميعَ الأصوات، جميعها، حتّى صوت المسلّتين الحديديّتين الرّفيعتين لعجوز تحوك جورب الحفيد. لكنّك برغمِ كلِّ الأصوات والأحاديث والبشر والصّور لستَ توجد إلا فيك.

الفتاةُ أكلت التفّاحة كاملةً ولم تبقِ على سوى العود الصّغير تداعبه بين أسنانها البيضاء، الفتاةُ شعراءُ السّاقين، حتّى أنَّ الشّعر نابتٌ على ركبتيها، ولكأنّها بلقيس الفاتنة حين صوّرها الجنُّ لسليمان بشعرِ ساقين كشعرِ الماعز!

الرّياحُ قويّةٌ في الخارج والسّحبُ كعادتها تملأ السّماء لتجعل من السّويد حقًّا بلاد البرد والعتمات.

عن الحوار المتمدّن.

الجمعة، أكتوبر 05، 2012

لكم جبرانكم ولي جبراني للباحث جان دايه

نشرَ البحّاثة جان داية كتابًا سمّاه "لكم جبرانكم ولي جبراني، مع خمسين نصًّا مجهولًا لجبران"، يهدفُ من خلاله إلى تصحيح أخطاء المؤرّخين والأدباء في ترجمة جبران سيرةً وأدبًا. وقد صدر الكتاب عن منشورات مجلة قب الياس في طبعته الأولى في بيروت سنة 2009.

جاءَ في الصّفحة السّابعة والثّلاثين من كتاب الباحث دايه: "يحتضن متحفُ جبران في بشرّي عدّة دفاتر، تحتوي على مسودّات مقالات وقصائد، ومنها دفتر كُتب على غلافه: "من دفاتر جبران خليل جبران تشرين الأول 1900". وكتب جبران، في الصفحة نفسها، بيتين طريفين من نظمه:

ألا يـــــا مـستـعـير الكـتب دعـني ... فإن إعارتي للكتب عارُ
وجدت كتابي في الدنيا حبيبي ... حبيبي لا يُباع ولا يُعارُ.
ومما ضاعف من غرابة وطرافة البيتين، أنَّ جبران كتبهما ثلاث مرّات في الصّفحة نفسها".
 
يعتقد الباحث دايه كما جاءَ في الاقتباس أعلاه أنَّ هذين البيتين من نظمِ جبران (على حدّ تعبيرِهِ)، وفي الحقيقة يعود البيتان أصلًا إلى الشّاعر التونسيّ محمّد بن خليفة الذي أنشدهما من البحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن):
ألا يا مستعير الكتب دعني ... فــــإنّ إعـــارتي للكـتب عارُ
فـمحبوبي مــن الدّنيا كـــتابٌ ... وهل يا صاحِ محبوبٌ يُعارُ.

فأمّا نسب هذين البيتين إلى الشّاعر التونسيّ محمّد بن خليفة فوجدناه في كتابِ الفيكونت فيليب دي طرّازي "خزائن الكتب العربيّة في الخافقين"[1]. وما فعله جبران لم يكن أكثر من نسخِ البيت الأوّل وإعادة تركيبِ البيتِ الثّاني. فأمّا كتابة البيتين ثلاث مرّات فهي من عادة الطّلبة في إعادة نسخ أبيات الشّعر المميّزة أو النّصوص التي تلفت أنظارهم!
 
والطّريف في الأمر أنّ مُطالع المخطوطات العربيّة غالبًا ما يعثر على هذين البيتين بصيغ مختلفة، منها:
ألا مَن يستعير الكتب دعني ... فـــإنّ إعــارتي للكتب عار
فـمحبـوبي مـن الـدّنيــــا كـتابـي ... وهل أبصرتَ محبوبًا يُعارُ؟
 
وقد عارضَ التونسيَّ شاعرٌ آخر قائلًا:
ألا يــا مالكًا للكتب عـــرْها ... فما بــــإعارة للكتب عـــارُ
لئن أحببتَ في الدّنيا كتابًا ... فمحبوبُ الأحبّة قد يُزارُ
 
وقد شطر شاعرٌ آخر البيتين بقولِهِ:
"ألا يا مستعير الكتب دعني" ... فلي في الكتب يا صاح افتخارُ
إذا ســــــلواي كــــانت في كـــــتابي ... "فـــــإنّ إعـــــارتي للــكتب عــــــــــــــــارُ"
"فــمحبوبي مــن الدّنيا كــتابٌ" ... ومجدي الــكتب لا مجدي اتّجارُ
فهلْ شاهدتَ مجدًا بــيعَ بخسًا ... "وهـــل أبـــصرتَ محبوبًا يُــــــــــــعارُ؟"[2].

عن موقع الحوار المتمدّن.



[1]  المجلّد الثّالث، ص 927.
[2]  راجع أبيات الشّعر في الفصل الخامس عشر "الكتب المستعارة" من المرجع السّابق، ص 927 – 928.

الأربعاء، فبراير 15، 2012

قراءة في مقال الحكيم البابليّ "الكلمات النابية الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة"

تحت عنوان "الكلمات النّابية الدّخيلة في اللهجة العراقيّة الدّارجة" كتبَ السيّد الحكيم البابليّ مقالًا رائعًا ونشره على صفحاتِ العدد 3598 من الحوار المتمدّن بتاريخ 5 كانون الثّاني 2012. لا يسعني أمام هذا البحث الموثّق إلا أن أقولَ له بلهجتِه بلفظٍ غير ناب "عاشت إيدك"! ومقالُه في الحقيقة متميّز جميل كونه يبحث في أحد أهمّ العناصر الثقافيّة لدى الشّعوب، أعني اللغة المحكيّة المتداولة بين العامّة. وقد أضحت للغات والبحث فيها علومٌ متعدّدة واسعة ليسَ يسيرًا الإلمام بها لتداخلها الشّديد بالتّاريخ والاجتماع والفلكلور وغير ذلك من العلوم الإنسانيّة.

إنّ دراسة اللهجات التي تتداولها العامّة في مختلف مناطق البلدان النّاطقة بالعربيّة، تحتاجُ في الحقيقة إلى دراسة اللغات القديمة والحديثة التي استخدمتها الشّعوب التي سكنتها وما زالت! بالإضافة إلى الاطّلاع على لغات أخرى قد تكون تركت آثارَها فيها، أي في هذه اللهجات، لأسباب عديدة ذكرَ الكاتبُ الحكيم البابليّ الكثيرَ منها في مقاله الـمُشار إليه، كالتّجارة والتّرحال واعتناق العقائد والتثاقف والعلوم والتزاوج والحروب... إلخ.
ولم يتعرّض البابليُّ في مقالِه للهجات العراقيّة بكليّتها، بل اقتصرَ منها على دراسة الألفاظ النّابية الدّخيلة إليها من اللغات الأخرى غير العربيّة كما ذكرَ ذلك في عنوان المقال وفي متنه أيضًا. وليسمحْ لي الآن، بعد التحيّة من جديد، ببضع ملاحظات قد تنفع هذا البحث الهامّ:

الملاحظة 1:
وهي ملاحظة تتعلّق بعنوان المقال ومدى دقّة اختيار ألفاظه: "الكلمات النّابية الدّخيلة في اللهجة العراقيّة الدّارجة"! هذا يعني أنّ المقال يتعرّض للكلمات النّابية، حصرًا، الدّخيلة إلى اللغة العربيّة، أي الغريبة عنها، المتداولة في العراق. وفي اعتقادي إنّ الكاتب أخطأ في اختيار جملة "اللهجة العراقيّة الدّارجة" بدلَ لهجات العربيّة المتداولة أو المحكيّة في العراق، إذ ليسَ ثمّة لهجة عراقيّة واحدة، بل مجموعة من اللهجات العربيّة المتمايزة بعضها عن بعض بحسب شعوب العراق وأقوامه وأديانه ومذاهبه وأماكن انتشار هذه الشّعوب. ما عدا لهجات اللغات الأخرى المتداولة اليوم في العراق كلهجات الآراميّة – السريانيّة والكرديّة... إلخ، التي يُمكن اعتبارها "دخيلة" لأنّها تنتمي إلى لغات غير العربيّة! ولهذا أقترحُ على الكاتب عنوانًا آخر لعلّه يكون أدقّ "الألفاظ النّابية الدّخيلة في لهجات العربيّة المحكيّة في العراق"! واقتراحي ينبع من بحثٍ أقدمتُ عليه في الماضي ولمّا أُتمّه بعد يتّصل بالموضوع عينه لكن في بقعة جغرافيّة أخرى.

الملاحظة 2:
يقول الكاتب في مقدّمة المقال: "ليس من الغريب أن نجد أن اللغة العربية إحتكت تأريخياً - بعمق - وعلى جميع الأصعدة ، مع شعوب وأقوام كُثَّر قد يصعب تعدادهم وحصر تسمياتهم ، ومنهم على سبيل المثال : السومريون ، الأكديون... إلخ"! ولستُ أدري إلى أيّة دلائل تاريخيّة أو أثريّة استندَ الحكيمُ البابليّ ليقول إنّ اللغة العربيّة احتكّت بشعبٍ كالشّعب السومريّ أو الأكّاديّ أو أيّ شعب آخر أقدم من أقدم آثار اللغة العربيّة!! ألعلّه ظنَّ أنّ بقايا لغات تلك الشّعوب في لهجات شعوب اللغة العربيّة اليوم هو احتكاكٌ تاريخيّ عميق؟! أم أنّه يريد القول إنّ العربيّة تأثّرت كأيّة لغةٍ غيرها بما تبقّى من رواسب تلك اللغات المنقرضة وهو ما يظهر في بعض اللهجات المتداولة هنا وهناك، وهذا أسلم؟!

الملاحظة 3:
يقول أيضًا: "... اللغة العربية الفصحى التي أصبحت لُغة منطقة وادي الرافدين الرسمية منذ دخول العرب والإسلام إلى العراق وبقية أقطار المشرق"! إنّ الرّبط بين "أصبحت" و"منذ" في هذه الجملة ربطٌ غير دقيق لا سندَ له ولا دليل! فالعربيّة الفصحى لم تصبح لغة تلك البلاد "الرسميّة" مباشرةً (منذ غزو المسلمين)، بل احتاجت إلى زمنٍ توطّدت فيه مملكة المسلمين العرب في دمشق (فبغداد)، والبرهانُ هو أنّ الدواوين لم تستخدم العربيّة لغةً إلا في فترة لاحقة متأخّرة، ولم يكن في وسع الحكّام العرب التخلّي عن المترجمين والموظّفين الذين اعتمدوهم لتسيير إدارة البلاد قبلَ انتقال لغة الدواوين شيئًا فشيئًا إلى العربيّة اللغة التي لم تنتشر انتشارًا واسعًا في العراق وسورية وغيرها من بلاد المشرق إلا بعد عدّة قرون من بداية الغزو العربيّ الإسلاميّ، وما كانَ لها هذا الانتشار لو لم تكن في آنٍ واحد لغة السّلطة السياسيّة والدينيّة (القرآن) آنذاك!

الملاحظة 4:
يقول: "والجدير بالذكر أن الكثير من اللغات المحلية القديمة هن أخوات للغة العربية ، مثل الأكدية والآرامية والعبرية والحبشية". أنتَ يا عزيزي تتحدّث عن العراق ولغات العراق ولهجاته، وليسَ صحيحًا إذًا اعتبار "الحبشيّة" و"العبريّة" لغتين محليّتين! إلّا إن كنتَ تتحدّث عن اللغات الساميّة عامّة، ولهذا تلزم الإشارة إلى ذلك!

الملاحظة 5:
يدعو التسمية "السّاميّة" التي استخدمتها التّوراة للإشارة إلى اللغة الأمّ (ومجموعة اللغات النّاشئة عنها) "اعتباطيّ8� �ديّة"! أتساءَل: وما معنى "اعتباطيّة كيديّة"؟! هلّا فسّر لنا الكاتب هذا الوصف؟! وإذا كانت هذه التّسمية مرفوضة من قِبل اللغويّين والمؤرّخين فهي حتّى اليوم مستخدمة في جميع دراساتهم وأبحاثهم ومنشوراتهم، فما معنى قولك إذًا إنّها تسمية مرفوضة من قبل هؤلاء العلماء وهم في الوقت عينه لا يملكون سواها في الدّرس والبحث؟! فأمّا الاستطراد الذي قادَ الكاتب البابليّ إلى الحديث عن التّوراة وعلاقتها بثقافات الشّرق القديم، فلا معنى له، لأنّه استطراد أخلّ بمنهج المقال الذي يبحث في اللغة واللهجة، لا بالدّيانات وأصولها الثّقافيّة!

الملاحظة 6:
يكتبُ الحكيمُ البابليّ: "وفي اللغة الأكدية والآرامية وكذلك في اللغة الكلدانية التي هي لغة قومي المحكية إلى حد اليوم : ( شْلاما )"! إنّ اللهجة الأكّاديّة التي تكلّم بها الكلدان القدماء انقرضت منذ أمدٍ بعيدٍ جدًّا، فأمّا اللهجة التي يتكلّم بها كلدانُ اليوم فهي إحدى لهجات اللغة الآراميّة وتُسمَّى لهجة الـ "سُوْرَثْ" (ܣܘܪܬ) وهي لفظ محرّف عن كلمة "سوريَــإيث" (ܣܘܪܝܐܝܬ)، وليسَ في الدّراسات والأبحاث من يعتقد أنّها "لغة كلدانيّة"!! ما يعيب هذه النّسبة أو التّسمية هو الخلط المتعمّد بين "اللغة" و"القوميّة" (أو المذهب)، فإذا كانَ الكلدانُ يتحدّثون بالآراميّة فهل تصحّ تسميتها "بالكلدانيّة"؟! وكذلك: إذا تحدّث كلدانُ اليوم المقيمون في السّويد بالسويديّة، فهل تصحّ تسمية السويديّة "بالكلدانيّة"؟! وهذا ينطبق على الكثير الكثير من الأمثال، ومنها مثل أبناء الكاتب عينه المقيمين في الولايات المتّحدة الأميركيّة والمتكلّمين باللغة الإنجليزيّة أفضل بكثير من أيّة لغة أخرى! (لا بُدَّ من الإشارة هنا إلى أنّ اللهجة الآراميّة التي نعتها الكاتبُ خطأً بالكلدانيّة يستخدمها أيضًا الآشوريّون وسريانُ العراق في شتّى مناطق انتشارهم)!!

الملاحظة 7:
في مقارنة سريعة بين العربيّة واللغات الساميّة الأخرى يكتب: "يقال في العربية ( مَلِكْ ) وفي بقية اللغات التي تم ذكرها يُقال ( مَلكا ، مَلخا ، مَلاخا )". صحيحٌ هذا التّقارب بين ألفاظ اللغات السّاميّة لاشتراكها في الجذر وفي أمور أخرى كثيرة. فأمّا لفظة "مَلاخا" فلا علاقة تجمعها بلفظة "مـَلـِك" العربيّة (إلّا في الثّنائيّة) لأنّها تعود إلى جذرٍ مختلف هو "ل أ ك" (الكاف تُلفظ خاءً في التّركيخ أي التليين) أي أرسلَ، وفي العربيّة تُقابل "مَلَك" (بفتح اللام) و"ملاك"، والملاكُ أصلًا جاءت في معنى الرّسول حتّى اتّخذت معنىً دينيًّا ميثولوجيًّا يعرفه الجميع!

الملاحظة 8:
يقول: "وكذلك من اللُغات التي لا زالت محكية في العراق من قِبَلِ أقوامها في الوطن العراقي ، مثل الكردية والكلدانية والآرامية - السريانية والتركمانية والآيزيدية والمندائية والشبك". يعودُ الكاتب إلى الخلط بين "القوميّة" و"اللغة" وما ينتج عنها من لهجات. فاللغات المعنيّة هنا هي الآراميّة والكرديّة والتركيّة وما نتجَ عنها من لهجات بحكم التّداول بين الشّعوب. فأمّا الكلدانيّة والمندائيّة والإيزيديّة فهي مذاهب دينيّة عقائديّة تتكلّم لهجات معيّنة تعود إلى اللغات المذكورة آنفًا. الكلدانيّون يتحدّثون بلهجة السّورَث الآراميّة، والمندائيّون باللهجة المندائيّة الآراميّة (أو "المندعيّة" لقلب العين همزةً في اللفظ).

الملاحظة 9:
يشيرُ الكاتب إلى أنّ لفظة "عبيط" العربيّة والمستخدمة في العاميّة المصريّة بمعنى "الأبله" أو "الغبيّ" أو "الأثول" تعودُ أصلًا إلى معناها الفصيح "اللحم الطّريّ غير النّاضج"! وفي تحليله الكلمة يستندُ إلى اللغة بدلَ الواقع، فيقول: "ومنه بالضبط جاء إستعمال العرب لهذه الكلمة في وصف بعض الناس بالعبط ، أي أن فكرهم ومداركهم لم تستوِ أو تنضج بعد . وهو إستعمال مجازي ذكي". بيدَ أنّ تحليل الألفاظ العاميّة يستندُ أوّلًا إلى واقع الموصوف لا الصّفة، وهذا ما يفسّر أنّ الكثير من معاني الألفاظ العاميّة مستنبطة لا صلة لها بمعاني الألفاظ في لغاتها الأصليّة (الفصحى)، مثل كلمة "سَرْسَريّ" التي تعني لغةً "العاطل عن العمل"، ومَن ليسَ له عمل سيقضي أوقاتَه بالتسكّع هنا وهناك، وبملء هذه الأوقات بما يناسب حاله وحال أمثاله، وبالتّالي سيكون الأقرب إلى رذائل المجتمع من غيره! وعن هذا نتج المثلُ الشعبيُّ السّائر: "الـ ما لو شغل يشتغل مع الشّيطان". ولهذا وذاك فقد اُستنبط معنى لفظة "عبيط" العاميّ من واقع العبيط عينِه، أي حاله الظّاهر. نقرأ في لسان العرب لابن منظور: "عَبَطَ الشيءَ والثّوبَ، شقَّه صحيحًا فهو معبوط وعبيط، قالَ أبو ذؤيب: فتخالسا نفسَيهما بنوافذ ... كنوافذ العُبُطِ التي لا تُرقَعُ، أي كشقّ الجيوب وأطراف الأكمام والذّيول". وغالبًا ما يكون مجنون الأحياء أو القرى في أثوابٍ مشقّقة بالية، فصحّت فيه تسمية "العبيط". ثُمّ حملت هذه الكلمة معاني أخرى كالأبله أو الغبيّ وباتت تُحصى بين الشّتائم. كما أنّ قاموس ابن منظور عينه نقلًا عن الأزهريّ يذكر معنىً آخر فصيح وهو أنّ هذه الصّفة تحملها "الدابّة" فيقال عنها "عبيطة" و"معبوطة"، إلا أنّي أرجّح المعنى السّابق.

الملاحظة 10:
يذكر البابليُّ أنَّ لفظة "جربزة" فارسيّة، ثُمَّ يقول: "ويوجد مُشابه لها في العربية الفصحى : ( جربز ) ، وتعني : الخبيث المخادع". ألعلّه لم يتنبّه إلى أنّ معاجم العربيّة الفصحى تذكر اللفظة على أنّها فارسيّة معرّبة؟!

الملاحظة 11:
تحتَ لفظة "أَدَبْ سـز" يذكر أنّها  تُستخدم في العراق "حصرًا"! أتساءَل: ألعلّه خَبِر جميع لهجات الشّعوب المجاورة ليجرؤ على قصر هذا اللفظ على أهلِ العراق؟! أم نسي أنّ الكثير من ألفاظ العاميّة مشتركة بين أهلِ الموصل وأهل الجزيرة السوريّة؟! نعلمه أنّ هذا الاستخدام دارج حتّى اليوم في أنحاء الجزيرة السوريّة، مثلها مثل "إيمان سز"، و"دين سز"... إلخ!

الملاحظة 12:
يشير في كتابة "كور ممش" إلى كافِها المصريّة أو الفارسيّة! فهل ثمّة كاف مصريّة تختلف عن الكاف العربيّة؟! ألعلّه يعني "الجيم المصريّة"؟!

ملاحظات سريعة:
- كانَ يُرجى من الكاتب العزيز ترتيب ألفاظ المقال أبجديًّا لتيسير الرّجوع إليها.
- هل يُمكن أن تُحصى لفظة "پُرتِكـَيشي" بين الألفاظ النّابية، والكاتب نفسه يذكر أنّها ليست شتيمة؟! وهل يُمكن إضافة لفظة "كْلاوْجي" إلى مجموعة ألفاظ المقال (وهي من الألفاظ النّابية الدّخيلة)؟!

أودّ أخيرًا أن أحيّي الحكيم البابليّ الذي أضفى على المقال بصمتَه الطّريفة ولم ينسَ أن ينقل بين الحين والآخر بعض الحكايات الشعبيّة التي أثرته من كلّ جانب، وأن أقولَ له: كلّ عامٍ وأنتَ وعائلتك وأحبابك بألف خير، كما أتمنّى لكَ ولجمهور إدارة الحوار المتمدّن والكتّاب والقرّاء سنةً مليئة بالخيرات والمسرّات.