الثلاثاء، يناير 25، 2011

سيجارة!

(السَّبت 15 كانون الثّاني 2011)

خمسة عشر يومًا مضتْ من جسدِ هذا العامِ الجديدِ الذي أقبلَ بخطوبِه ورعودِه كحصانٍ برّيٍّ جامحٍ يعدو والزّبدُ يتطايرُ من شدقيه! مضت هذه الأيّام الخمسة عشر يذكّرني عددُها بأولئك الرّجال الذين ماتوا في "جزيرة الكنز" مِن أجلِ صندوق، وعلى شبهِ ميتتهم تلك ماتت أيّامي هذه، لا من أجلِ صندوق، بل من أجلِ إتمام سنّة الحياة. انقضت دونَ أن أدوّنَ شيئًا على صفحاتِ دفترِ مذكِّراتي التي اصفرّت مع الأيّام كأوراق الخريف الشّاحبة المتساقطة. ولعلَّ هذا العام المولود حديثًا لم يكن شهيًّا بما فيه الكفاية ليحملني على الكتابة. وفي الواقع إنَّ الذي دفعني إلى أن أكتبَ شيئًا كهذا، ليسَ حدثًا ثوريًّا سياسيًّا كغيمة تونس الصيفيّة، ولا الانفجارين العراقيّين اللذين أوديا بمئاتٍ من البشر، ولا انفعالاً نفسيًّا، ولا حدث ولادة أو موت أو أيّ شيءٍ من هذا القبيل؛ بل سيجارة! مجرّد لفافة من التّبغ قيمتها ثلاث ليرات! إنَّ الوقتَ في نظرِ الكثيرِ من القرّاء أثمن بكثير من صرفِه مبدّدًا في القراءة أو الكتابة عن "سيجارةٍ" حمقاء دفعت أحد الحمقى (مثلي) إلى الكتابة! وفي نظري إنَّ هذه اللفافة تستحقُّ العناء فإنّها تروي في ما تروي خطوبَ العربِ ومجونهم بالغمزِ واللمزِ ككتبِ الأنبياء المليئة بالألغاز والرّموز.

اليومَ هو الخامس عشر من كانون الثّاني الشّهر الرّابع، وهو عيدُ سيّدة الزّروع عندَ السّريان، وفيه دخّنتُ بشهيّة ومتعة وتلذّذ سيجارتي الأولى بعدَ انقطاعٍ دامَ أكثرَ من سبعة أشهر! قد أسوقُ للحديث عن ذلك تبريرات وحججًا وبراهين تتراوح بين الدّفاع المستميت والخداع المتخفّي... وفي حقيقة الأمر إنَّ أحد أهمّ تلك الدّوافع دافعٌ صحّي علاجيّ، فهل يُمكن التصديق أنَّ السّيجارة تُدخّن من أجلِ علاج أحد الأمراض؟! وهل يَصْدُق بها القول "وداوني بالتي كانت هي الدّاء"؟!

منذ صِغَري وأنا أعاني من حساسيّة ربيعيّة مفرطة، فحالما تهبُّ نسائمُ الرّبيع وتنثر حبّات الطّلع الدّقيقة في الهواء، حتّى تبدأ دربُ آلامي! كانت هذه الفترة، وما تزال، تمتدُّ بين شباط وأواخر حزيران أقضي نصفها بين النّعاس والنّوم فأدوية "التحسّس الرّبيعيّ" تحملك على النّوم في عزِّ النّشاط والعمل. ومِن أسفٍ لم ينفع معي علاجٌ لا من مشرق الأرضِ ولا من مغربها. وهكذا قضيتُ وأقضي سنواتي. حينَ بلغتُ غادرتُ بلادي إلى لبنانَ حيثُ الجبال المليئة بالأشجار كسجّادٍ أخضر على بلاط مسجد. لم يكتفِ اللهُ بهذا السّوطِ أي الحساسيّة الرّبيعيّة، بل فتلَ لي هناك سوطًا من خيوطٍ جديدة. الفرقُ بينَ بيئتي الشبه صحراويّة وبيئة جبال لبنان الرّطبة ولّدَ لي تحسّسَ القصبتين الهوائيّتين، وهكذا صرتُ أقضي الشّتاء بالسّعال كعجوز مدخّن، والرّبيعَ بالعطاس واحمرار العينين.

أذكرُ أنّي حينَ كنتُ صغيرًا كنتُ أرقبُ زيارات الأقرباء والأصدقاء منزلَنا، وكان تقديم السّجائر من إكرام الضّيف، فتصطفُّ على الطاولات أنواع الدخان الأجنبيّ المهرَّب. لا بُدَّ من انتهاء الزّيارة، وكانَ على ربِّ البيت أو ربّته أن يرافقَ الضّيفَ ويشيّعه عندَ باب المنزل، كانت هذه أثمن اللحظات فقد كنتُ أنتهزها لأستلَّ من إحدى علب الدخّان الملوّنة لفافةً وأعدو نحوَ سطح البيت، وبالقرب من خزّان المازوت أُتكئ ظهري على السّور الشرقيّ وأجلس على الأرض طاويًا ركبتيَّ نصف طَيَّة، أشعل السيجارة وأمصُّها بشهيّةٍ وانفعال كرضيعٍ أمسكَ بثديِ أمّه المتورّد ينهلُ منه بعد جوع. كنتُ أنفخُ الدخّان وأخرجه دون ابتلاع، وأمضي أبحلق فيه متمتّعًا بأشكال سُحُبه، وبإحساسي المغرور برجولتي... مضتْ سنوات وأقلعتُ عن هذه العادة خوفًا من أن يشعرَ بي أحد وخاصّة والدي الذي كنتُ أهابُه بمبالغة بعيدة المدى. لكنّي ابتكرتُ شكلاً جديدًا للتدخين أُبرز فيه رجولتي، أو ربّما أعوّض به عن حاجتي الفمويّة التي لم تُشْبَع إبّان الرّضاعة. اعتدنا الاستحمام في يومي الثلاثاء والسّبت، وكنتُ قبلَ دخول الحمّام أقطعُ ورقة الروزنامَة وأسيرُ بها متلهّيًا بقرائتها، وبعدَ أن أدخلَه وأغلق الباب جيّدًا ألفّها على أن أتركَ فيها مجالاً لسحبِ الهواء، وأدخّنها حتّى احتراق رأسَي الإبهام والسبّابة!

في الثّانويّة كرهتُ التدخين والمدخّنين لاشتداد الحساسيّة الربيعيّة وإضافة التدخين كأحد أسبابها. وفي أحد الأيّام كنتُ جالسًا مع والدي في مكتبِه، أخرجَ علبةَ سجائره البال مال ورماها أمامي وقال: دخّن! ذُهِلْتُ لحظةً، وبعدَ أن أفقتُ من دهشتي، قلتُ: لا أريد. شكرًا، أنا أكره الدخان. فقال: يا ولدي، إن كنتَ تبغي التدخين فلا تخشَ أباك ودخّن أمامي بعلمي أفضل بكثير من فعل ذلك سرًّا!

ثُمَّ مضت الأيّامُ والأعوام مضيَّ السُّحبِ في السّماء وسافرتُ إلى روما وكنتُ فيها محاطًا بحشدٍ من الأصدقاء المدخّنين، وفي يومٍ ربيعيٍّ من أيّام نيسان كنتُ أعطسُ بأنفٍ يسيل والحكّة تبرّح عينيَّ المحمرّتين، وبالقرب من باب القدّيسة حنّة أحد أبواب مدينة الفاتيكان، ومن شدّة الضّيقِ؛ طلبتُ إلى صديقي أن يعطيَني سيجارة ففعل. ضممتُها بين شفتيَّ وقرّبتُ رأسَها من الولاعة فالتهب، تنفّستُ بعمق وملأتُ رئتيَّ بالدخان فسعلتُ وسعلتُ حتّى كادَ رأسي يرتطمُ بالأرض. أعدتُ ذلكَ مرّةً بعدَ مرّة حتّى انقطعَ السّعال وبدأتُ مسيرةَ التدخين.

في الشّتاء الأوّل، وبعدَ أن أصبحتُ في عدادِ المدخّنين، لم أُصَب بتحسّس القصبتين الهوائيّتين. وفي الرّبيع انحسرتْ الشّهور التي كانت تجلدني بسوط الحساسيّة الربيعيّة وصارت تتراوح بين الشّهر والشهرين لا أكثر! اعتقدتُ أنَّ الأمرَ طارئ فأهملتُه، لكنّه تكرّر في العام التالي والذي تلاه. ويبدو أن الدخان يحرق القصبتين الهوائيّتين إلى درجة تفقدان فيه إحساسهما بالانقباض والسّعال. كما يفعل ذلك بالأنف فيُضعف تحسّسه الرّبيعيّ وتحسّس الغبار والدخان والعطور! وهكذا ما لم يفعله ألف دواء جاءتْ به سيجارة!

أُصبتُ بعدَ سنوات بالتهابٍ حادٍّ في الرّئتين قضى على سجائري ولفافاتي اليدويّة، إذ كنتُ، طوال فترة التدخين، اعتدتُ لفَّ سجائري بيدي... كنتُ أشتريَ تبغًا إنجليزيًّا يُدعى "دروم" بلون غلافِه السماويّ الممتع، وبعدَ تنقيته أضعُ منه قليلاً في أوراق خاصّة بهِ وأُلحق في مؤخّرته فيلترًا قصيرًا رفيعًا، وبعدَ أن أدحلَ التّبغَ ألفُّ سيجارتي وأختمُ هذا الطّقسَ اللذيذ ببعضٍ من لعابي على حافّة الورقة. وبالرّغم من اهتمامي بنوع التّبغ، إلا أنَّ هذا الاهتمام لم يبعد عنّي شبح الإصابات المتكرّرة ممّا أرغمني على اعتزال التدخين قسرًا دون اختيار! اعتزلتُه في مطلع شهرِ حزيران الماضي، وما أن أطلَّ الشّتاء حتّى هجمَ عليَّ دون تمهيد سعالٌ تحسّسيٌّ حادّ ولم يبارحني حتّى اللحظة. قاومتُه بشتّى الوسائل والسّبل: بإبر الكورتيزون الرّهيبة وبشراب السيمو كودائين شراب الحشّاشين المفضّل ومع ذلك فقد فشلت. أشعلتُ السّيجارة، وفي نفسي حقدٌ على سعالي الذي أرهقني وقصمَ ظهري وآلمَ خاصرتيَّ، فبدأ هذا السّعال بالانحسار. في الواقع أكره العودة إلى التدخين ولكن آلامَ السّعال الذي تهزُّ جسدي بعنف ترغمني عليه، فلا باركَ الله في هذه الحياة تجبرني على تركِ شربِ لفائف التّبغ ثُمَّ تجبرني بعد حين على العودة إليها! يا للمفارقة السّاخرة!

تونسُ التي رعتْ إلى حين علمانيّة بالإكراه على غرار الأتراك تعودُ إلى أصلِها فالطّبع يغلب التطبّع وهذا حالُ الكثيرين. تسقط حكومة وتولد أخرى ثُمَّ تسقط هذه لتحلّ محلَّها أخرى وهكذا دواليك. هو استبدال الواقع الذي فسدَ بمرور الوقت بواقع تتطلّبه الحياة المتجدّدة، وهذا التغيير المادّي الجدليّ هو في أساس الحياة القائمة أصلاً على الارتقاء والنموّ. تموتُ أنواع لتحلَّ محلّها أنواعٌ أخرى، وتسقط نظم لتولد أخرى... إلخ! لا أرى في ثورات العالم إلا الاعتلال لأنّها تستنفذ وقتَها ولا تقوم إلا مرغمةً وبفعل ضرورة تبديل الواقع بآخر! فلو قامت الثّورة في يومِها لما شهدنا هذا الفساد وهذا الخراب وبلاء المؤسّسات وفشل التربية والتنشئة في نظم ومؤسّسات بلدان الثّورات. ولو كانت الثّورات تحدث في ساعتها وزمنها لما رأينا إنسان الثّورة جاهلاً متخلّفًا مشبعًا بالحقد والجوع كما نراه اليوم. في الحقيقة تدورُ في رأسي عشرات الأفكار حولَ المسألة لكنّي أرى أنَّ سيجارتي أثمن بكثيرٍ من صرفِ الكلام عنها إلى ترّهات تحدث بطبيعة الحال لا اختيارًا. ولهذا فبين إشعال رأس السّيجارة وإتمام احتراقها ثمّة سحبٌّ بيضاء تتبدّد شيئًا فشيئًا في الهواء الطّلق!

السبت، يناير 08، 2011

فَـنُّ التَّشليـح!

انطلقتْ بنا سيّارةُ الأجرة من جراج "شارل الحلو" في بيروت نحوَ حلب شهباء سورية. كنّا أربعةً: السّائقُ خلفَ عجلتِه، وأنا في المقعدِ الأماميِّ، وخلفَنا جلسَ أخوان: شابٌّ وفتاةٌ. في حقائبي، كنتُ أحملُ عددًا من الكتبِ المتنوّعة الموادِّ والأشكال، وحملُك المعرفة ثقيلٌ، كفيلٌ بإيقافِك على حدودِ وطنِك "سورية" ساعاتٍ وساعاتٍ تكرّسها لسيناتٍ كثيرة وجيماتٍ أقلّ! وما أدراك أينَ وكيف! وألفُ ويلٍ لكَ ولسائقِك من بعدِكَ إن أنتَ أخفقتَ فعرضتَ ذكاءَك وسخاءَك وأكثرتَ من جيماتِك... والبقيّة لا تُذكر لشهرتها!
.
وصلنا حدودَ بلادي "العريضة" الساحليّة، وهي، وإن كانت تحملُ اسمَ "العريضة" إلا أنّها ضيّقةٌ، وضيّقةٌ جدًّا، إلى حدٍّ لا تتّسعُ فيه لمواطنٍ واحدٍ يحملُ كتبًا. قد تتّسع له ولأمثالِه عراةً جسدًا وروحًا وفكرًا! واقبلْ، إن كنتَ تقبل، أن تكونَ عاريَ الرّوح والفكر، فقد سبقَ أن عُرّيتَ جسدًا وهندامًا، وللتخصيصِ أكثر، سبقَ أن عَرّوكَ جيبًا. ألستَ في بلادِ الاشتراكيّة، وموطن الوحدة، ومعقل الحريّة؟! ألستَ تذكر هذه الأمّة ورسالتَها الخالدة التي ما بَرِحْتَ تترنّمُ بها كلَّ صباحٍ منذ دخولك المدرسة حتّى خروجك منها؟!
.
قلتُ وصلنا حدودَ "العريضة" الضيّقة، واُضطرَّ السّائقُ المسكين أن يدفعَ "خمسين" ليرةً سوريّة، عدًّا ونقدًا، قطعةً واحدةً، إلى ضبّاطِ الحدود، لئلا يبقوه واقفًا دون سبب، ويبقونا نحن جالسين دونَ سببٍ أيضًا. على كلِّ حال، يجب أن أعترفَ ولا أخفي عن القارئ، أنَّ "خمسين" ليرة أفضل ألف مرّة من فتحِ الحقائب، وقراءة الأسفار التي تحتويها.
.
انتهت المعاملات أخيرًا، فبعدَ ختمٍ ودفعٍ، ركبَ السّائقُ وأطلقَ العنانَ لسيّارتِه التي لم تكد تجتاز الحدودَ حتّى أوقفتها سيّارةٌ هرمةٌ، أنهكتها دولةُ البعثِ بكثرة نهبِها وفسادِها، وما لبث سائقُنا الصّامت أن أوقفَ عربتَه ونزلَ واضعًا يدَه في جيبِه مخرجًا "خمسين" أخرى، ليهبها إلى ركّاب السيّارة الهرمة الذين لم يكونوا في الحقيقة سوى بضعة ضبّاطٍ جمركيّين! أخذها أحدُهم لاعنًا بخلَ السّائقين، ورافعًا يدَه في الهواء دليلاً إلى إطلاق السّبيل!
.
ركبَ السّائقُ من جديد، وأدارَ محرّكَ السيّارةِ وانطلقَ ولم ينطلق، ويا للأسف، فمن بعيد لمحنا سيّارةَ جيبٍ تشيرُ إلينا بأنوارها الأماميّة حتّى نقف. أوقفَ السيّارةَ ثُمَّ نزلَ وأخرجَ من جيبِه المتململ، لكثرة الدّاخل فارغًا والخارج ملآنًا، خمسينًا ثالثة. وعرفتُ في ما بعد أنَّ هؤلاء الأربعة الذين كانوا في تلك السيّارة يتبعون المخابرات العسكريّة السّاهرة ليلاً ونهارًا على أمن الجيشِ والعساكر، فتأمّل!
.
إنَّ الخمسينَ ليرة سوريّة مبلغٌ زهيدٌ، هو أكثر بقليل من دولارٍ أميركيٍّ واحد. وكيفَ لكَ، وأنتَ سوريٌّ، أن تحتملَ مشهدَ ضبّاطِ بلادِك يبتزّون السّائقين، جميع السّائقين، ليسلبوهم مثل هذا المبلغ الزهيد؟! قلتُ: وكيفَ لكَ، وأنتَ سوريٌّ... وقد أكون مخطئًا، لأنّك، وأنتَ سوريٌّ، قد اعتدتَ مشهدَ السّلبِ والنّهب، ليلاً ونهارًا، صغارًا وكبارًا، قيامًا وقعودًا، رُكّعًا وسُجّدًا، في بيتِك وفي محلِّ عملِك، وفي مركعِ صلاتِك، وفي كلِّ مؤسّسة ومعملٍ ومكان حتّى في مخدعِك. فكيفَ أسألُ أن تحتملَ شيئًا قد اعتدتَه منذ أن وُلِدْتَ ووُلِدَ أطفالُك؟! وقد يعتادُه أطفالُ أطفالِك... إلخ!
.
تلك السيّارات تسلبُ كلَّ سائقٍ خمسين ليرة، وفي كلِّ يومٍ تمرُّ مئاتُ السيّارات، والخمسون تضافُ إليها أصفارٌ جديدة، وعلى هؤلاء اللصوص أن يشلّحوا أكبرَ قدرٍ من السيّارات، فعليهم هم أيضًا واجب الدّفع لذاك اللصِّ الذي منحهم هذا العمل، وكلُّ لصٍّ يدفع للصِّ الأكبرِ منه، فتصل هذه الخمسون ليرة أصغرَ لصٍّ في بلادي بأكبرِهم، يا لهذا التّواصل المتين! أليس ممّا يدعو إلى العجبِ والدهشة، وفغرِ الأفواه بلا إغلاق؟!
.

قَدْ أكونُ ساخرًا، متهكّمًا، قاسيًا... لكنَّ الحالَ ينطقُ، بي وبدوني، بقلمي هذا وبدونه، بريشةِ غيري وبدونها، فحالُ البلادِ باتَ أقسى من كلِّ قلم، وأغلظ من كلِّ ريشة!