الأحد، أكتوبر 23، 2011

خريطة دولة إسرائيل!

احتفلت الدّولةُ الإيطاليّة هذا العام بذكرى مرور مئة وخمسين عامًا على وحدتها بعدَ أن كانت عدّة دويلات متفرّقة متنازعة، فأقيمت المهرجانات والألعاب الرياضيّة والمؤتمرات والفعاليات الثقافيّة والفنيّة، وأضحت عاصمتها روما شعلة هذه الاحتفالات. وضمن إطار هذه الذّكرى قامت المنظّمة الوطنيّة العبريّة للبيئة بتقديم شجرة زيتون معمّرة إلى الدّولة الإيطاليّة عربونًا للعلاقة الوديّة التي تجمعهما، وهذا ليسَ غريبًا البتّة، إنّما الغريبُ الـمُستنكَر ما جاء في اللوحة الرخاميّة التي نُقشت عليها كلمات الإهداء:


النصّ بالإيطاليّة:
Ulivo Centenario,
simbolo di pace e fratellanza,
dono dello Stato d’Israele e del KKL
Keren Kayemeth LeIsrael
-Fondo Nazionale Ebraico per l’Ambiente-
all’Italia e alla città di Roma Capitale,
in occasione dei 150 anni dell’unità d’Italia.

وبالعربيّة:
شجرة زيتون مئويّة (عمرها مئة عام)،
رمزُ سلامٍ وأخوّة،
هديّة دولة إسرائيل وك ك ل.
قيرين قايميث لِـيـِسرايل
-المنظّمة الوطنيّة العبريّة للبيئة-
إلى إيطاليا وإلى مدينة روما العاصمة،
بمناسبة مرور مئة وخمسين عامًا على وحدة إيطاليا.

بالتأكيد لاحظ معنا القارئ أنَّ النصَّ جميل يعبّر عن رابط الصّداقة الذي يشدّ إيطاليا بإسرائيل، كما لاحظ معنا حتمًا خريطة إيطاليا إلى يمين النصّ وخريطة إسرائيل إلى يساره، وهي بيتُ القصيد!

جاءت خريطة إسرائيل بحسب هذه المنظّمة لتشمل جميع أراضي الدولة الفلسطينيّة بما فيها الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة! وهذا يعني أنَّ المنظّمة عينها لا تعترف ولا حتّى بشبرٍ واحد لفلسطين والفلسطينيّين. وعدم الاعتراف هذا يسري حتمًا على الدولة الإيطاليّة التي قبلت تلك الهديّة فأوعزت إلى بلديّة روما لنصبها متألّقة أمام أعين السيّاح في فيا (شارع) دي فوري إيمبيريالي الذي يربط ساحة فينيتسيا (صرح الجنديّ المجهول) بالكولوسّيوم أشهر آثار المدينة.

وأمام هذا المشهد يرتسمُ في الأذهان سؤالٌ: تُرى هل ينجح مشروع الدولة الفلسطينيّة في هيئة الأمم المتّحدة؟!