الخميس، أكتوبر 01، 2009

هُنا وُلِدَ جبـران خليل جـبران

في هذا المكان، وعلى هذه الأرض، وبين الأمتعة الخشبيّة هذه، أبصرَ جبرانُ صاحبُ النبيِّ ذو الأجنحةِ المتكسِّرةِ النّورَ، فأشرقَ بنورِه في سماءِ لبنانَ، وأطلقَ في الآفاقِ اسمَ بلدةٍ مزويّةٍ بعيدة، "بشرّي" مثواه ومرج طفولته وصباه.
ولجتُ البيتَ وفي نفسي خفرٌ، وفي حلقي غصّة، وعلى صدري غمامةٌ تريدُ أن تتناثرَ مطراً.
وقفتُ أحدّقُ في الأرضِ وفي ترابها، وأرفعُ عنقي نحو أخشابِ السّقف المتآكلة، ثمّ أجولُ بناظريّ بين المتاع، فهذا سريرٌ وذاكَ صندوق!
من لي يأتيني بكَ رضيعاً يلفظهُ الرّحمُ بعدَ أشهرٍ فيصرخَ أولى صرخاتِه في يومٍ من أيّامِ سنةِ 1883، وعاشقاً تتكسّرُ أجنحتُه عندَ محاولته الأولى التحليقَ في عالمِ الحبِّ والجمال، وكافراً ومتألّماً عندَ موتِ إلهِه بموتِ أختِه الحبيبة سلطانة، وأديباً بارعاً في شتّى كتاباتِه، وفيلسوفاً في مجنونِه ونبيّه، وضعيفاً بين أنيابِ السلِّ، وراحلاً في سكرةِ الموت.
ألا فاسعدي أيّتها الأرض التي حملتِ جبرانَ بين راحتيك
وبئساً لموتٍ حمله بين نابيه!
...
..
.

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

حقا مثل تصميم الرسومات والملاحة للموقع ، وسهل على العيون ومحتوى جيد. مواقع أخرى ليست سوى وسيلة تفيض جدا مع يضيف

سيمون جرجي يقول...

أهلاً بكَ يا عزيزي ضيفًا ومضيفًا، سُعدتُ بمرورِِكَ وتعليقِك فشكرًا لك.

غير معرف يقول...

كيف إني أسألك لمزيد من التفاصيل؟ عظيم آخر في حاجة الى معرفة المزيد...

سيمون جرجي يقول...

عزيزي غير المعرَّف
اعذرني أرجوك لأنّي لم أفهم سؤالَك "كيفَ إنّي أسألك لمزيد من التفاصيل"؟! فهل تسألني "كيف" لعرض تفاصيل جديدة؟! أم "كيف" تريد أن تسألَ ذلك؟! وعن أيّة تفاصيل تريد أن نتحدّث؟! عن جبران أم عن منزلِه أم عن صوره أم عن المدوّنة... ؟! ومن هو العظيم الآخر؟! أهو أنت؟! فإذا كانَ يريد هذا العظيم، الذي هو أنت، أن يعرفَ المزيد فليسأل مباشرةً وأنا له "درب أخضر"! وأهلاً بكَ ومرحبًا في هذه الفسحة.