الاثنين، يناير 19، 2009

الحربُ طريقُ السّلام في عالم الـ"لاسلام"!

هي الحربُ إذاً وما تجرّه من ويلاتٍ على جميع الأطراف!!!
.
تمضي السّاعاتُ كالشّهورِ، والأيّام كالأعوام...
وأمّهات ثكلى في ازديادٍ... أرامل في ازدياد، يتامى يكثرون... ورحمة البشر لا حياة لها!
.
كم من الأسئلة تنهارُ عليكَ وأنت جامدٌ أمام فظائعِ الحربِ وجرائم الإنسان:
لماذا؟!
لماذا يعتقدُ بناةُ حضارةِ اليوم أنَّ الطّريقَ إلى السّلامِ مُعبّدٌ بالحروب؟!
لماذا يعتقدونَ - هؤلاء الأغبياء - أنّ الحربَ مفتاحُ فردوس السّلام؟!
لماذا يأخذونَ بالقوّة ما فشلوا في أخذه بالحقّ والعدل والسّلام؟!
متى صارت اللاقيم قيمَ هذا الدّهر وزينة أخلاقه؟!
أينَ نحن إذاً؟! وفي أيّ عصرٍ نعيش؟!
عصرُ الـ"لاحبّ" والـ"لاأخلاق" والـ"لاسلام" والـ"لاخير" واللا... واللا...
عصر النّفي بلا حدود!
.
من منّا يُمكنه أن ينسى الحروبَ والمذابح والإبادات الممنهجة الممنظّمة... ؟!
من منّا يُمكنه أن ينسى حرباً خسرَ فيها أباً أو أمّاً أو أخاً أو أختاً...
خسرَ فيها وطناً، وبقي عارياً على قارعة الطّريق يتسوّلُ
ويمدّ يده إلى الأغراب واللصوص يشحذُ وطناً وأهلاً؟!
أيّ طفلٍ نجا من أنيابِ هذه الحرب يُمكنه أن يغفرَ لإسرائيل؟!
.
الحربُ لا تُشرّفُ الإنسانَ بل تجعل منه كلباً مسعوراً...
كلباً لا يعرفُ إلا أن يعضّ ويفسدَ بأنيابه كلَّ حيّ!
الحربُ تسمّمُ النّفوس وتملأ بني البشر بكلّ أنواع الكره والأحقاد...
الحربُ تُظهر قهقهات الشّياطين وتنزعُ أجنحة ملائكة الخير
وتسدُّ الطّريق أمام كلّ راغبٍ في سلام...
الحربُ آلةٌ وحشيّة ابتكرها الإنسان ليقضي بها على إنسانيّته،
ويقتل فيه كلَّ ما يُمكن أن يجعلَ منه إنساناً!
دماءٌ... جثثٌ... ضغائن... هذه هي مخلّفات الحرب!
هكذا يُريدُ إنسان هذا الدّهر بناء حضارة السّلام
واضعاً في أسسها مداميك الأحقاد وراشاً عليها دماء الأطفال!
هكذا يُريدُ إنسان هذا اليوم تعبيد طريق السّلام والحب...
يريدُ تعبيدها بعظام أطفالٍ ونساءٍ ورجال!
.
من أينَ تأتي هذه الرّغبة لتدخلَ قلبَ إنسان؟!
من أين جاءَ هذا اليقين أنَّ هناكَ... خلفَ منازل وأحياء غزّة يقبعُ سلامٌ في مكانٍ ما؟!
من أين يعرفُ الإسرائيليّون أنَّ في وسط غزّة،
وعلى عرشٍ مرفوعٍ فوق جلجثة جديدة يجلسُ انتصارٌ مُنتَظَر؟!
يا لغبائهم! في الحربِ لا يوجد أيُّ انتصار... في الحربِ هزائم فقط!
هزائم البشريّة والبشر... هزائم العار واللاشرف... هزائم في جميع الأحوال!
.
سيعودُ الإسرائيليّون يوماً إلى منازلِهم ويخلّفونَ وراءهم أرضاً تبكي أبناءَها الصّغار...
وسيتذكّر جنودُ الحربِ في مطلع هذا العام،
أنَّ عامَهم الجديد تجدّد بدماء الأبرياء من أطفالٍ ونساء...
وسيذكرُ العالمُ أنَّ هيرودسَ الجديد قتلَ الأطفال من جديد
في الزمن نفسه لمقتلهم قبل ألفي عام...
في زمن ولادة ملك السّلام!
ستذكرين يا إسرائيل هذا العام كما تذكرين أبناءَك أبناء المحرقات...
وسيذكرُ كلُّ فلسطينيّ، لا بل كلّ عربيّ
أن عامهم ابتدأ مرصّعاً بمقتل أكثر من ثلاثمئة طفلٍ من أحشائهم!
عودوا إذاً أيّها الإسرائيليّون إلى منازلكم وتذكّروا هذا...
وابتدئوا عامَكم الجديد هذا بدمائنا...
ولتكن حربُكم هذه مأثرة أخرى تضيفونها إلى سلسلة مآثركم،
ولتذكروها في مطلع كلّ عامٍ جديد...
هكذا كنتم وهكذا تكونون وهكذا أنتم... فأيّ عار!!!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

عصرُ الـ"لاحبّ" والـ"لاأخلاق" والـ"لاسلام" والـ"لاخير" واللا... واللا...

( عصر الخيبات , والتجرد أمام الإنسانية المزيفة , التي تغمضُ عيناً على دموعنـــا , و عينها الثانية يقظة أبداً .. عصر الكُفر بكل كلمة تمجد حقوق الإنسان " العربي " .. لم أؤمن يوماً بمفهوم المؤامرة , إلى أن تجلت أمامي خلال 23 يوماً طرحت بكل مفاهيمي أرضاً ..

(ستذكرين يا إسرائيل هذا العام )
بل يا صديق هي أعوام .. فالدماء الي سالت في غزة كفيلة بأن ستنفث الروح في عام 96 > قانا < و 48 >دير ياسين< .. سجل إجرامي حافل .. سيأتي يوم و تدفع ديونها / إسرائيل /

كل الود ..

سيمون جرجي يقول...

عزيزي/ عزيزتي غير المُعرَّف
اليوم رأت عيناك فآمنتَ، فطوبى لمن آمنَ ولم يرَ!
فأمّا عن ذكرِ المذابح، فقد ميّزتُ غزّة عن البقيّة، لأنّها وقعتْ في زمنِ ولادة ملك السّلام، وما على إسرائيل في كلّ عام أن تذكرها، وتذكرَ إن شئتَ كلّ المذابح التي قامت بها بحقِّ شعبٍ لا حولَ له ولا قوّة...
شكراً لمرورِك وطوبى لتعبيرِك.
مودّتي.