الجمعة، يناير 23، 2009

العُزلَة!

الثّلاثاء 22 نيسان 2008 (ستوكهولم)
.
اليومَ أعودُ إلى غَيبوبتي من جديد... غيبوبة الخوف والعزلة!
.
اعتزالي ليسَ إراديّاً، بل رغماً عن أنفي، واعتيادي عليه يُساعدُ في رفعِ وتيرة وحدتي. لا أعلمُ الآنَ إلا شيئاً واحداً فقط، هو رغبتي في التحرّرِ والانعتاقِ من عبوديّة هذه الجسدِ العنيدِ الضّعيف.
.
أسائِلُني: لماذا أنظرُ إلى جسدي المسكين على أنّه شيءٌ آخر؟! لماذا لا يكونُ هو من ينظرُ إليَّ ويحتقرني لضعفي وخطاياي الكثيرة؟! ألم يكن هذا الجسدُ أيضاً من صنيعةِ الخالق الإله، أم أنا شيءٌ وهو شيءٌ آخر؟
.
ما زلنا فوقَ الأراضي الأسّوجيّة المليئة بالغابات والبحيرات والبرد... والسّفرُ والتحليقُ يمنح موقفي من كلِّ شيءٍ بهجةً وجمالاً، بينما يلقي الفراقُ عليه ظلالاً ضبابيّةً ثقيلة. بعدَ قليلٍ نصلُ مطار سكافستا الواقع في جنوبِ العاصمة السّويديّة حيثُ ينتظرني ابنُ خالتي وشريكي في صيدِ الأسماك! انتهى.

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

ًَو أنا أسائِلُني : هل الوحدة تتسلل إلى حقائينا دون أن نراها , أم نحن من يدسّهُا " لا إرادياً " خوفاً من إعتصار أجسادنا رغبةً إليها في لحظة إدمان عليها
هل نحن من يخلقها أم هيي من تخلقنا بين أوتار اللهو الكوني بأجسادنا .
و تبقى فاتنة في توأمةِ أرواحنا , ليست كغيرها ممن ينساب من مسامنا في أشد الأوقات حاجة إليه ..

^
نظرة إيجابية لكأس فارغة حتى القاع

سيمون جرجي يقول...

عزيزي غير المُعرَّف
كنتُ قبلَ عدّة أيّام كتبتُ إليك رداً لطيفاً على كلامك الألطف هذا، لكنّ شبكة الاتّصال عاندتني، وأبت عليَّ إرسالَه في وقتِه، ولم أحفظْهُ حينها، ويا للأسف!
اليوم لي الفرصة في إجابتك، لأخبرَك أنَّ الوحدة ترتبطُ باثنين لا ثالثَ لهما، إمّا الإنسانُ واختياره كما أردتَ أعلاه، حينَ يتعبُ من كلّ ما يُحيط به، وإمّا المحيطُ يتعبُ منه فيلفظه كما تلفظُ الأمواجُ قيأَها على الشّاطئ، فيلجأ إلى الوحدة فالعزلة ويتّقي بها ممّن لفظه!
ألا تعتقد أنّها نظرةٌ سلبيّة لكأسٍ مليئة حتّى الثّمالة؟!

غير معرف يقول...

أتعلّم :
بعد أسابيع من إجتياحات الإختناق و أشياء أخرى , أكتشفت ( وأنا العصية دائماًعلى الإكتشافات المتأخرة ) أن العزلة هي كلّ ما أحتاجه .. لأتنفس ..

دمت سعيداً :)

سيمون جرجي يقول...

ها قد مضت الأيّامُ، وأسبوعانِ رحلا مُذ أن كتبتِ تلك الكلمات، فأينَ صرتِ من عزلتكِ؟!
قرأتُ الردَّ من جديد وعلمتُ أنّك أنثىً تستطيبُ الألوان والعطور والفرح وكلَّ ما من شأنِه أن يخلقَ الحياة حيثما حلّتْ وارتحلتْ، أوَ ليست هي الأمُّ الخالقة مع الخالق باعثة بني البشر من عتمة الرّحم إلى عتمة الحياة؟!
العزلة حصنٌ حصين يلتجئ إليه الأنيسان حين تفنى الملاجئ.
مودّتي.

وشم الجمال يقول...

لا أعلم إن كنا وجدنا في زمن ومكان لا يتسعان لنا,,,,

هل كنا مجرد خطأ لم يحتمل حدوثه إلانا!!!

يالله كم نحن متعبون
وكم هي مسكينة تلكـ الكؤوس المكسورة رغم امتلاءها !!!

سيمون جرجي يقول...

هذا هو اغترابي وذاك اغترابك يا صديقتي الآتية من زمن الغياب!
أغتربُ في حياتي عنّي وعن العالم وعن كلّ شيء، فلماذا وُجدتُ إذن؟! ألأحيا عزلتي أبداً؟! رحماك يا موجد الأكوان!

ما لنا إلا أن نكسرَ هذا القيد ونتركَ الرّوح ترفرف على وجه الأرضِ حتّى بلوغ السّعادة...

شكراً لحضورك.