الاثنين، نوفمبر 03، 2008

أرضُ العراقِ تئنُّ

الأحد 30 آذار 2003 (جبل لبنان)
.
نباحُ الكلابِ في الخارج يشعرني برهبةِ القذائف الأميركيّة- البريطانيّة المتساقطة على أرض العراق! لا يختلفُ الفاعلون عن كلابِ هذا الصّباح، جميعهم ينبحون، هؤلاء من أجلِ الحصولِ على كسرةٍ تسدُّ رمقَ تشرّدهم، وأولئك من أجلِ عظامٍ سوداءَ من نوعٍ فريد...
.
هي السّاعاتُ الأولى من الصّباح، والجميعُ يرقدون بأمان، وأطفالُ العراقِ يئنّونَ في مضاجعهم، والكبارُ يسهرون بقلوبٍ واجمة، محدّقين إلى مستقبلٍ يلفّه ضبابٌ من دخان ومن موتٍ كئيب!!!
.
تنهمرُ القذائفُ بدلاً من الأمطارِ، وعلى ضجيجها تتصاعدُ آهاتُ البكاءِ والنّحيب، يبكونَ آباءً وأمّهات وإخوة وأخوات وأبناء، يبكون الموتَ، ولا ينفعهم بكاء. قلبي يعتصرُ كمداً، فحنيتُ القلمَ وأبيتُ النزيف على أديم الأوراقِ، وأطفأتُ النورَ وخرجتُ حاملاً دمعات تردّد: "أيّامُ الإنسانِ كالعشبِ تمضي، وحياتُه كزهرِ الحقلِ تذوي".

ليست هناك تعليقات: